responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 15  صفحه : 307
والخاتم ما يوضع على الطينة وما يختم به. والختام الطين أو الشمع أو الحبر أو أي مادة أخرى تترك أثرًا يختم بها على الشيء[1]. وختم الأوراق والرسائل من العادات القديمة المستعملة عند الشعوب. ويقوم الخاتم مقام التوقيع في وقتنا الحاضر وختم رسالة معناه المصادقة عليها وتصديقها. واستعمل الخاتم في ختم الأوراق العامة والأوراق الشخصية والعقود والمعاملات. وكان الشخص إذا أراد إرسال رسالة ختمها، ولذلك كانوا يحملون خواتمهم معهم، إما في جيوبهم وإما في أصابعهم وقد يضعونها في سلسلة يعلقونها حول أعناقهم[2].
وقد صنع الخاتم من مواد مختلفة. صنع من ذهب ومن فضة ومن معدن آخر ومن الحجر. وقد كتب على بعض الخواتم اسم صاحبه، ونقشت أمثلة وحكم وعبارات دينية أو أسماء الآلهة على بعض الخواتم. كما حفرت على بعض منها صور ترمز إلى رموز مقدسة أو صور حيوانات. وعثر على خواتم في العربية الجنوبية، وبها فصوص من أحجار ثمينة من أحجار اليمن الشهيرة. وقد كان يستعملها الناس إذ ذاك في التوقيع على رسائلهم ومخابراتهم ومعاملاتهم. ولا زال الناس يعثرون على خواتم جاهلية في اليمن وفي بقية العربية الجنوبية، فيستعملونها لتزيين أصابعهم بها.
وبعد أن تختم الرسالة، توضع داخل ظرف، حتى لا يطلع عليها أحد ثم يغلق، ثم يختم على موضع فتحه بالطين أو على المواضع التي يحتمل أن يفتح منها حتى تكون في مأمن تام. فلا يقف عليها إلا من أرسلت له. فإذا وصلته، ووجد أن خاتمها سليم، كسره، ليستخرج الرسالة من ظرفها. وكانت الكتب هلى هيئة لفائف. وكان من عادة الشعوب القديمة أن المكتوب إذا أريد إرساله إلى شخص من طبقة أدنى من طبقة الكاتب، أي: صاحب الرسالة، أرسل المكتوب إليه منشورًا، أما إذا كان المكتوب إلى شخص مكافئ لصاحب الكتاب أو أعلى منزلة منه، أرسل مختومًا وموضوعًا في كيس[3].
ولحماية الأشياء من التطاول والتجاوز عليها لجئوا إلى طبعها وختمها، فختموا

[1] تاج العروس "8/ 266"، "ختم"، اللسان "12/ 163"، "ختم".
[2] Hastings, p. 833.
[3] نحميا، الإصحاح السادس، الآية 5، قاموس الكتاب المقدس "2/ 253".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 15  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست