responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 10  صفحه : 112
عليه. فإذا وقعت حرب، أو حدث غزو، نادوا بذلك الشعار لإيقاظ الهمم، وإذكاء النيران في القلوب. وقد كان شعار "بني عامر" في الحرب شعارًا واحدًا، هو "يا جعد الوبر"[1]. ويعدّ هز الراية إشارة للهجوم[2]. فيهجم المحاربون، ويقع الاشتباك.
وأكثر ما يغزو العرب عند الصباح، ويسمون يوم الغارة يوم الصباح. وسبب ذلك أن الناس يكونون مستغرقين في هذا الوقت في نوم لذيذ، لذلك تكون الغارة فيه مفاجأة مفزعة لهم. والعرب تقول إذا نذرت بغارة من الخيل تفجؤ صباحًا: يا صباحاه! ينذرون الحي أجمع بالنداء العالي. ويقولون: صبحتهم الخيل: بمعنى جاءتهم صبحًا. وفتى الصباح، أي: فتى الغارة، تعبيرًا عن شجاعته وبطولته[3].
ويثير سادات القبائل وقادتها في الحرب همم المحاربين بخطب حماسية يلقونها عليهم، يحرضونهم فيها على القتال وعلى التعاون فيما بينهم وعلى إطاعة أوامر قادتهم وعدم مخالفتها بتاتًا وعلى إظهار الشجاعة؛ لأنها من سجايا الرجال وعلى عدم المبالاة بالموت والصبر؛ لأن من صبر ظفر. إلى غير ذلك من خطب في الحث على الاستماتة, نجد بعضها مدونًا في كتب أهل الأخبار[4].
وكانت العرب إذا تواقفت للحرب تفاخرت قبل الوقعة فترفع أيديها وتشير بها فتقول: فعل أبي كذا وكذا، وقام بأمر كذا وكذا. ويفعل الطرف الثاني مثل ذلك ويبدأ القتال[5].
وتبدأ المعركة في الغالب بالمبارزة، بأن يخرج من كل جانب محارب أو أكثر, يتبخترون تباهيًا بأنفسهم، وقد يتحلقون ويتعطرون، وينشدون شعرًا يفاخرون فيه بأنفسهم وبأهليهم، وبقبائلهم وبأحسابهم وأنسابهم، وقد يسأل المبارز مبارزه فإذا وجد أنه غير كفء له انتقصه ورفض مبارزته. أما إذا وجد أنه كفؤ له، بارزه وضاربه، فيكر أحدهما على الآخر، وهكذا تستمر المعركة مبارزة بين محاربين أو أكثر، حتى تنتهي بالتحام قد يؤدي إلى هزيمة أحد الطرفين، أو لا يؤدي

[1] شرح ديوان لبيد "ص7".
[2] العقد الفريد "1/ 114" "لجنة".
[3] اللسان "2/ 7 وما بعدها".
[4] الأغاني "16/ 71"، الأمالي "1/ 167"، ابن الأثير، الكامل "1/ 380".
[5] اللسان "11/ 625".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 10  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست