responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 10  صفحه : 108
المسلمون يحملون "العَنَزَة" بين يدي الرسول، وربما جعلوها قبلة[1].
وقد كان القادة يستعينون قبل الدخول في القتال بمخبرين يرسلونهم إلى العدو للحصول على معلومات عن قواتهم وعن مواقعهم وعن مدى استعدادهم للحرب. وكذلك كان للقبائل ولأهل المدن مخبرون يرسلونهم لاستطلاع الأحوال ولتحذيرهم من احتمال وقوع غزو مفاجئ عليهم، أو لتقدير مقدار الغازين أو المحاربين للاستعداد والتهيؤ. فهم "جواسيس" إذن، يذهبون للتجسس ولاستراق الأخبار حتى يكون من أرسله على حذر وبينة من أمره، ويقال للواحد منهم: "منذر" في السبئية؛ لأنه ينذر قومه وينبههم بقرب وقوع حادث عليهم[2].
ويقال للشخص الذي يتسقط أخبار العدو ويبحث عن مواضع ضعفه وعن حركاته وسكناته: "العين" و"الربيئ" و"الجاسوس". وقد كانوا يتنكرون ويتسترون كي يخفوا هويتهم ويحصلوا على ما يحتاجون الحصول إليه من معلومات ليرتبوا بموجبها خططهم الحربية. روي أن "عمرو بن سفيان الكلابي"، جاء بني خزاعة في زي رجل من بني هلال، وأظهر أنه جاء يريد جيرتهم، وكانوا قد غزوا قومه وساقوا إبلهم، فقبلوا إيواءه، وبقي عندهم أمدًا، حتى جمع كل ما احتاج إليه من معلومات عنهم، ثم خرج منهم وعاد إلى قومه فاستفادوا بما كان قد جمعه عن بني خزاعة، وغزوهم وانتصروا عليهم [3].
وذكر أن كان لكليب وائل عينًا في تغلب، كان يتجسس له ويرسل له الأخبار عن هذه القبيلة[4]. وأن "عمرو بن ربيعة". أرسل سدوس بن شيبان وصليع بن عبد غنم إلى معسكر "زياد" ملك الشام، ليتجسسا عليه ويأتيا له بالأخبار[5]. وهناك أمثلة كثيرة من هذا النوع تتحدث عن عيون كانت القبائل ترسلهم إلى القبائل المعادية لها لتأتي لها بالأخبار عنها وبنَواياها العدوانية وعن خططها في الغزو.
وقد يكون الرجل بين قوم، فيسمع بخبر عزمهم على غزو قومه، فيرسل

[1] البيان والتبيين "3/ 95".
[2] Jamme 643, Mahram, P.440
[3] الأغاني "9/ 7".
[4] ابن الأثير، الكامل "1/ 302"، "3/ 313 وما بعدها".
[5] الأغاني "10/ 36 وما بعدها"، الدينوري، عيون "1/ 195".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 10  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست