responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 10  صفحه : 107
وإذا قتل حامل الراية، قام آخر من الشجعان بحملها. ويستميت المقاتلون في الدفاع عن رايتهم، فسقوط الراية على الأرض أو في يد العدو، معناه هزيمة أصحابها، وعجزهم عن القتال، وخور عزيمة المقاتلين عن القتال في النهاية، وتلك أمارات الهزيمة والفرار.
ولا يشترط في الأعلام والبيارق والرايات أن تكون قديمة متوارثة. فقد تعقد عند بدء الحرب، يعقدها الرؤساء، ويسلمونها إلى أشجع الناس لتكون سندًا للمحاربين ورمزًا يستمدون منه العون والقوة. وتسمى بأسماء قد يتصايحون بها عند احتدام القتال. وذلك لإثارة النفوس، وبعث الحمية فيها على القتال. أما أمر لون الراية وطولها وعرضها، فذلك من شأن الرؤساء والمشايخ وزعماء القوم.
ومما يدل على أهمية الراية عند العرب وعلى مكانتها عندهم، أنهم كانوا يسمون "لواء الجيش ورايتهم التي يجتمعون تحتها للجيش أمًّا"[1]. وكانوا يجتمعون لها في النزول والرحيل وعند لقاء العدو.
ولما تحدث "الحرث بن حلزة اليشكري" عن "يوم الشقيقة" وعن مجيء "معد" مع "قيس بن معديكرب"، ذكر أن أحياء "معد" التي اشتركت معه، كانت تحمل معها ألويتها، ولكل "حي" لواء[2].
وكانت لقريش راية يحتفظون بها ويحاربون تحتها تسمى "العقاب" وهي راية قريش، وإذا كانت عند رجل أخرجها إذا حميت الحرب، فإذا اجتمعت قريش على أحد، أعطوه العقاب، وإن لم يجتمعوا على أحد أخذها صاحبها فقدموه[3].
ولم تكن قريش بدعًا في ذلك، فقد كانت للقبائل وللحكومات رايات أخرى، يتوارثونها ويحافظون على تسميتها، وتحتفظ بها أسر خاصة أو سادات قبائل، تعتز بذلك، وتعدّها من أعظم درجات الفخر والتكريم.
ولأهمية القائد في المعارك، كانوا يحيطونه بحرس، ويجعلون أكثر ثقلهم حوله. ويكون موضعه في القلب في الغالب، ليشرف على القتال، تحميه المؤخرة من الخلف والمقدمة من الأمام، ويوضع اللواء عنده، ويحمل بين يديه. وكان

[1] تفسيرالطبري "1/ 36 وما بعدها".
[2] شرح المعلقات المسبح، للزوزني "ص164".
[3] العقد الفريد "3/ 314".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 10  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست