responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 366

الوقت الذي يفرض فيه التعاليم الإسلامية، كما أدهشني تلك الروح الثابرة الوثابة العظيمة التي أثارتها وأذكتها هذه التعاليم في قلوب المسلمين الأوائل.

ثم أتيحت لي في برلين فرصة العمل مع المسلمين والاستمتاع الى الأحاديث الحماسية المثيرة التي كان يقدمها مؤسس أول جمعية اسلامية في برلين ومنشئ مسجد برلين، عن القرآن الكريم، وبعد سنوات من التعاون العملي مع هذه الشخصية الفذة لمست فيها ما يبذله من ذات نفسه وروحه، آمنت بالإسلام، اذ رأيت في مبادئه السامية والتي تعتبر القمة في تاريخ الفكــر البشري، ما يكمل آرائي شخصيا.

قلت: ما المبادئ التي أثارت اهتمامك، أو رأيت أنها تتوافق مع طريقة تفكيرك؟

قال: أولها الايمان بالله.. فهو عقيدة أصيلة في الإسلام، ولكن الإسلام في سبيل تقريرها لا يدعوا الى مبادئ أو عقائد تتنافى مع العلم الحديث، وعلى هذا فليس ثمت تناقض ما بين العقيدة من جانب وبين العلم من الجانب الآخــر، وهذه ولا شك ميزة عظيمة فريدة في نظر رجل أسهم بكل طاقته في البحث العلمي.

وميزة أخرى يمتاز بها الإسلام، تلك أنه ليس مجرد تعاليم نظرية صماء تسير على غير بصيرة وعلى هامش الحياة، انما هو يدعو الى نظام تطبيقي يصبغ حياة البشر، وقوانين الإسلام ليست بالتعاليم الجبرية التي تحتجز الحريات الشخصية، ولكنها توجيهات وارشادات تؤدي الى حرية فردية منظمة.

ومع توالي السنين كنت أزداد اقتناعا بما يتبين لي من الأدلة على أن الإسلام يسلك أقوم سبيل في الملائمة بين شخصية الفرد وشخصية الجماعة، ويربط بينهما برباط قوي متين.

إنه دين الاستقامة والتسامح، إنه دائم الدعوة الى الخير، يحض عليه ويرفع من شأنه في جميع الأحوال والمناسبات.

روجيه دوباكييه:

نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست