responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 36

مع المسلمين لا مع الصليبيين، ومن أجل نفسه لا من أجل شيء آخر.

وهذا يدل على ضعف الارتباط بالقيم القرآنية، وتطبيقها في جميع شؤون الحياة، فقد وصف الله تعالى المؤمنين بالرحماء مع المسالمين، والأشداء مع المستكبرين، الذين عبر عنهم بلفظ الكافرين، فقال: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } [الفتح: 29]

وقد كان الصليبيون كما يذكر المؤرخون يمثلون قمة الطغيان والاستكبار والظلم، وأول دلائل ذلك هو استعمارهم لبلاد العالم الإسلامي، وكان الأصل محاربتهم والتشدد في ذلك، لا توفير المدد لهم ليبقوا، بل ليستمر بقاؤهم فترة طويلة، وقد كان من أهم الركائز التي اعتمدوا عليها في بقائهم ذلك الصراع الداخلي بين المسلمين، والذي كان صلاح الدين يشكل ركنا مهما من أركانه.

ولكن مع كل ذلك نجد العاشقين لصلاح الدين الأيوبي لا يكفون عن الثناء عليه في هذه الناحية، متغافلين عن السلبيات المرتبطة بها، في نفس الوقت الذي يثنون فيه قضاءه على الفاطميين، ومحاولته استئصالهم، بل يذكرون من حسناته منعه لتزاوجهم حتى يقطع نسلهم[1]، وحرقه لكتبهم، وكل ما يرتبط بهم حتى لا يبقى لهم أدنى وجود.

وهذا يبين مدى تغلغل الطائفية والأحقاد المرتبطة بها بالنفوس المريضة إلى الدرجة التي تفضل فيها السماحة مع العدو الذي لا شك فيه، في نفس الوقت الذي يحارب فيه المسلم الذي لا شك فيه.. وهو ما يمارسه الآن الدعاة والمفكرون من أعداء إيران الذين


[1] أشار المقريزي إلى استعمال الأيوبيين لهذا الأسلوب، فقال: (ولما مات العاضد لدين الله في يوم عاشوراء سنة سبع وستين وخمسمائة، احتاط الطواشي قراقوش على أهل العاضد وأولاده، فكانت عدّة الأشراف في القصور: مائة وثلاثين، والأطفال خمسة وسبعين، وجعلهم في مكان أفرد لهم خارج القصر، وجمع عمومته وعشيرته في إيوان بالقصر، واحترز عليهم، وفرّق بين الرجال والنساء لئلا يتناسلوا، وليكون ذلك أسرع لانقراضهم)، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (2/ 448)

نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست