responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 151

موسى بدمشق حتى مات الوليد واستخلف سليمان، وكان عاتبا على موسى، فحبسه وطالبه بأموال عظيمة.. وروي أن موسى قال لسليمان يوما: يا أمير المؤمنين لقد كانت الشياه الألف تباع بمائة درهم، ويمر الناس بالبقرة لا يلتفتون إليها، وتباع الناقة بعشرة دراهم، ولقد رأيت العلج الفاره وامرأته وأولاده يباعون بخمسين درهما) [1]

هذه مجرد نماذج عن بعض ما ذكره المؤرخون المسلمون أثناء عرضهم لفتح الأندلس، وهي كافية للدلالة على أغراض الفتح، وخلوها تماما من أي دوافع دينية، أو إنسانية، بل هي دوافع لا تختلف عن جشع المستعمرين..

بل قد ورد التصريح بذلك من الخلفاء الذين كانوا يرسلون أمثال تلك الجيوش أنفسهم، فقد روى الحاكم عن هشام، عن الحسن، قال: بعث زياد الحكم بن عمرو الغفاري على خراسان فأصابوا غنائم كثيرة، فكتب إليه: أما بعد، فإن أمير المؤمنين كتب أن يصطفي له البيضاء، والصفراء، ولا تقسم بين المسلمين ذهبا ولا فضة، فكتب إليه الحكم: (أما بعد، فإنك كتبت تذكر كتاب أمير المؤمنين، وإني وجدت كتاب الله قبل كتاب أمير المؤمنين، وإني أقسم بالله لو كانت السماوات والأرض رتقا على عبد فاتقى الله لجعل له من بينهم مخرجا، والسلام)، فأمر الحكم مناديا فنادى أن اغدوا على فيئكم فقسمه بينهم، وأن معاوية لما فعل الحكم في قسمة الفيء ما فعل وجه إليه من قيده وحبسه، فمات في قيوده ودفن فيها، وقال: (إني مخاصم)[2]

بالإضافة إلى ذلك، فقد كان هدف آخر، لكنه لا يتعلق بتحرير المستضعفين أو الدعوة للإسلام، وإنما هو قمع المعارضة وتفريقها، وقد روى الطبري في ذلك عن العلاء بن عبد الله بن زيد العنبري، قصة طويلة، ومما جاء فيها: (فأرسل عثمان إلى معاوية بن أبي سفيان،


[1] المرجع السابق، (2/ 1179)

[2] المستدرك على الصحيحين للحاكم (3/ 500)

نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست