responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 141

المستبدين كما تذكرون؟.. فإن كانوا قد فعلوا ذلك، فلم استبدلوا مستبدين يحملون الصليب، بمستبدين يحملون المصاحف، وأيهم أشد شناعة ذلك الذي يستبد بين قومه وعلى قومه، أم ذلك الذي يزعم أنه جاء ليحررهم؛ فملأ أرضهم فجورا ودماء، وقتل كل أخضر ويابس، وأولهم إخوانه الذين اختلف معهم في تقسيم الكعكة.

لذلك أنا أبكي كل حين على الأندلس.. لا على ضياعها، فذلك شيء معلوم وثابت في سنن الله تعالى، وإنما على دخول المسلمين إليها.. لأنهم لم يفعلوا سوى أن زرعوا العداوة والأحقاد في نفوس الأوربيين على الإسلام، بعد أن احتلوا أرضهم، ولم يعملوا على احتلال عقولهم وقلوبهم.

لذلك لم يكن احتلال الصليبيين لبلاد المسلمين في العصور الوسطى، ولا استعمارهم في العصر الحديث إلا نوعا من العقوبة على تلك الجريمة الكبرى التي فعلها أسلافهم في الأندلس، وكان في إمكانهم بدلها أن يحولوا من الأندلسيين والأووربيين أناسا مثل الماليزيين والأندونيسيين وغيرهم من الذين فتحوا قلوبهم وعقولهم من غير أن يرسلوا أي جيشهم إلى أرضهم.

طبعا هذا كلام لن يقبله أحد.. وحتى أنا لو عرض علي لن أقبله، فلا يمكن لشخص أن يتحدث في التاريخ دون أن يستعمل المنهج التاريخي، ويعتمد المصادر التاريخية، ولذلك سأذكر هنا نماذج تثبت حقيقة ما حصل في الأندلس، وما هي الأدوار التي مارسها المسلمون هناك، وهل كانت أدوار الفاتحين، فنسمي حينها ما حصل للأندلس فتحا، أم كانت غير ذلك؛ فلا نسميها بما لا تستحقه.

1 ـ الفاتحون.. والسلب والنهب:

من أول المغالطات التي نواجهها عندما نستفهم عن سر ذهاب المسلمين إلى الأندلس بجيوشهم الجرارة، لا بعلمائهم وصالحيهم، قول المبررين لذلك الدخول في

نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست