responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 129

لم تأت منه اليمين شيئا.. إلا أتت مثلها اليسار

فلما سمع ذلك المتوكل أعطاه الثانية، وقال: خذها، لا بارك الله لك فيها[1].

والعجب أن الذين يروون هذه الحادثة لا يتهمون المتوكل ولا الشاعر بالشرك، مع أنهم ضللوا الناس جميعا، وحكموا عليهم بذلك، ولأتفه الأسباب.

ومثل ذلك روى عن مروان بن أبي الجنوب أنه مدح المتوكل بقصيدة، فوصله بمائة وعشرين ألفا، وثياب[2]، وقد ذكرنا سابقا أن هذه المبالغ ليست هينة، ذلك أن المائة ألف درهم من الفضة تساوي عشرة آلاف دينار من الذهب، وكل دينار يساوي تقريبا 4.25 غرام من الذهب، أي أنه أعطاه مقابل القصيدة أكثر من 42 كيلو غرام ذهب.

وهكذا ذكر الذهبي في [سير أعلام النبلاء] من غير تعقيب ولا عتاب ولا لوم كعادته، بعض ذلك الكرم الذي كان يغدق به المتوكل على كل من تقرب منه، فقال: (وقد أنفق المتوكل، فيما قيل على الجوسق، والجعفري والهاروني أكثر من مائتي ألف ألف درهم. ويقال: إنه كان له أربعة آلاف سرية وطئ الجميع، وقتل، وفي بيت المال أربعة آلاف ألف دينار، وسبعة آلاف ألف درهم، ولا يعلم أحد من رؤوس الجد، والهزل إلا وقد حظي بدولته، واستغنى، وقد أجاز الحسين بن الضحاك الخليع على أربعة أبيات أربعة آلاف دينار، وفيه يقول يزيد بن محمد المهلبي:

جاءت منيته والعين هاجعة.. هلا أتته المنايا والقنا قصد

خليفة لم ينل من ماله أحد.. ولم يصغ مثله روح ولا جسد)[3]

أما ما كان ينفقه من مال في شؤونه الخاصة، وما يرتبط بجواريه وقصوره، فلا يمكن


[1] سير أعلام النبلاء (9/ 444).

[2]

[3] المرجع السابق، (9/ 448).

نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست