responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 114

تصوروا أنهم شعب الله المختار، وأن علاقتهم بغيرهم هي أن يغزوهم، ليستولوا على أموالهم ونسائهم، متصورين أنهم بذلك يجاهدون في سبيل الله، بينما هم يجاهدون في سبيل شهواتهم.

وقد روى الطبري بعض ما فعله من جرائم خارج بلاد المسلمين، يندى لها الجبين، ومنها إحراقه لمدينة تفليس، وهي عاصمة جورجيا اليوم؛ والذي تسبب في إحراق خمسين ألف ساكن بها، يقول الطبري في أحداث عام 238هـ: (.. ووقف بغا على تل مطل على المدينة مما يلي صغدبيل، لينظر ما يصنع زيرك وأبو العباس، فبعث بغا النفاطين فضربوا المدينة بالنار، وهي من خشب الصنوبر، فهاجت الريح في الصنوبر، فأقبل إسحاق بن إسماعيل إلى المدينة لينظر، فإذا النار قد أخذت في قصره وجواريه، وأحاطت به النار، ثم أتاه الأتراك والمغاربة فأخذوه أسيرا، وأخذوا ابنه عمرا، فأتوا بهما بغا، فأمر بغا به، فرد إلى باب الحسك، فضربت عنقه هناك صبرا، وحمل رأسه إلى بغا، وصلبت جيفته على الكر، وكان شيخا محدودا ضخم الرأس، يخضب بالوسمة، آدم أصلع أحول، فنصب رأسه على باب الحسك، وكان الذي تولى قتله غامش خليفة بغا، واحترق في المدينة نحو من خمسين الف انسان، واطفئت النار في يوم وليلة، لأنها نار الصنوبر، لا بقاء لها، وصبحهم المغاربة، فأسروا من كان حيا، وسلبوا الموتى)[1]

هذا هو ناصر السنة بالمفهوم السلفي، وهكذا تنصر السنة عندهم، ولذلك لا نعجب مما تفعله الجماعات المسلحة، التي خرجت من رحمهم؛ فهي ليست سوى ضحية للمتوكل والمحطين به من السلفية القدماء والمعاصرين، والذين تصوروا أن كونهم مسلمين يخول لهم أن يقضوا على كل شيء يخالفهم، وبما تملي عليهم غرائزهم المملوءة بالحقد


[1] المرجع السابق، (9/ 192)

نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست