responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 104

ابن باز وعبد العزيز آل الشيخ، يقعون في نفس ما وقع فيه المتوكل، فقد كان كلا الشخصيتين اللتين انتدبهما لتلك المناصب الحساسة مصابين في بصرهما، حتى قال بعض أصحاب الحديث ـ كما يذكر ابن كثير ـ:

رأيت من العجائب قاضيين.. هما أحدوثة في الخافقين

هما اقتسما العمى نصفين قدا.. كما اقتسما قضاء الجانبين

ويحسب منهما من هز رأسا.. لينظر في مواريث ودين

ونحن لا يعنينا ـ طبعا عورهما أو عماهما المرتبط بالبصر ـ وإنما يعنينا عمى البصيرة؛ والذي دلت عليه الوثائق التاريخية التي ذكرت تلك المحاكمات الجائرة التي أصابت المعتزلة أو الشيعة أو الحنفية أو غيرهم ممن لم يؤمن بدين التجسيم والتشبيه، ولم يستسع عقله تلك الخرافات التي كان ينشرها مشايخ السلفية في ذلك الوقت.

وقد أشار الذهـبي إلى هذا عندما ذكر ما حصل لأحمد بن أبي دؤاد، والذي انتقم منه المتوكل شر نقمة، فقال: (وغضـب المـتوكـل عـلى أحمد بـن أبي دؤاد، وصادره وسجن أصحابه، وحمل ستة عشر ألف درهم، وافتقر هو وآله)[1]

وهكذا لم يكتف بأحمد بن أبي دؤاد، وإنما راح للمعتزلة يسجنهم، ثم يصادر أموالهم، إلى أن افتقروا.. وهم يذكرون هذا، ويشمتون بهم، دون أن يذكروا مصادرهم الشرعية في هذه الأحكام الجائرة.

والعجيب أنهم يعتبرون ما حصل للمعتزلة والشيعة من تنكيل عقوبة من الله لهم، ويظهرون الشماتة بهم، في نفس الوقت الذي يعتبرون فيه ما حصل لأحمد بن حنبل وغيره في عهد المأمون محنة إلهية، وأنه ابتلي كما ابتلي الأنبياء والأولياء، وهذا دليل على ازدواجية


[1] سير أعلام النبلاء (12/ 36)

نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست