responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 362

المطلب الثالث: المواجهة العاطفية

نريد بالمواجهة العاطفية ما كانت تستعمله الجمعية لإثارة عواطف الجماهير ضد الطرق الصوفية، وهي مواجهة كالمواجهة الأدبية تتسم بالبساطة، وبعدم الحاجة إلى الإقناع العقلي المعتمد على الدليل، بل كل اعتمادها على ما عند المستقبل من ثروة عاطفية، وهي من أكثر الثروات توفرا خاصة في الزمن الذي يكثر فيه الظلم والاضطهاد.

بناء على هذا نحاول هنا أن نذكر ثلاثة نماذج عن هذا النوع من المواجهة، وقد ذكرنا – سابقا – أنا لا نتعامل مع الجمعية على أساس وجودها التاريخي الرسمي، وإنما على أساس وجودها الواقعي المتمثل في أولئك المصلحين الذين اتفقوا على كل شيء، ولكن تأخر فقط تأسيسهم الرسمي للجمعية إلى أن وجدوا الظرف المناسب، ولهذا فإن بعض الأحداث التي سنذكرها حصلت قبل التأسيس الرسمي للجمعية، بل لعله كان من الأسباب المؤثرة بعد ذلك في تأسيسها.

النموذج الأول: الاعتداء على ابن باديس

ذكرنا سابقا قصة هذا الاعتداء، وبساطته، وتعلقه بفرد واحد لم ينطلق في ذلك إلا من بعض الغضب على إهانة شيخه، بل إن صورة الحادثة تدل على أنه لم يرد أن يغتال، وإنما أراد أن يعاقب فقط، ولهذا لم تحدث كبير أثر في الشيخ ابن باديس، ولو أنه أراد اغتياله لطعنه بالسكين مباشرة، ولكان ذلك أسهل، بل ربما لو أراد ذلك لخطط له ولنجح في تخطيطه، فما أسهل القيام بمثل هذه العمليات في واقع كالواقع الذي حصلت فيه.

ولكن مع كل هذا نجد تضخيما كبيرا للحادثة، واتهاما لكل الطرق الصوفية بها، وكأن الطرق الصوفية جميعا اجتمعوا في اجتماع طارئ، ثم قرروا اغتيال ابن باديس، ولم يجدوا للتنفيذ إلا هذا الرجل الضعيف الهزيل الذي استطاع ابن باديس مع نحافته أن يلببه بثيابه، ويتغلب عليه بكل سهولة.

نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست