responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 315

أو أوقاته أو سعادته.. وهو يدع اليتيم طمعا في ماله ليزيد من خلال ذلك ثروته.. وهو لا يحض على طعام المسكين، لأن البخل سد في قلبه منافذ الرحمة، فصار لا يرى إلا الأموال.. وهو لذلك كله إن صلى لا يفعل ذلك لوجه الله، وإنما ليكسب رضا الناس، ثم يمد يده إلى أموالهم أو قلوبهم من خلال ذلك الجاه الذي يناله..

وهكذا تجتمع في نفس البخيل كل خلال اللؤم، حتى يصبح ممتلئا بالمثالب، والتي قد تطبع على قلبه؛ فلا يبصر الحق أبدا.

وعلى خلاف ذلك الكريم صاحب النفس المملوءة بالطهر والنبل، والذي يُمد غيره بكل ما يستطيع من العطاء؛ فإن لم يستطع اجتهد في أن يحض على الكرم الذي عجز عنه.

ولهذا وردت النصوص الكثيرة التي تبين قيمة الكرم، وفضله، وضرورته، ومنابعه، ومنها قوله تعالى في فضل الكرم، وبيان ثماره الزكية في الدنيا والآخرة: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾ [الليل: 5 - 7]

فهذه الآيات الكريمة تشير إلى أن العطاء والبذل سيؤدي إلى التقوى والتصديق والإيمان.. وكل ذلك سيؤدي به إلى اليسرى، والتي هي جنة الدنيا والآخرة.

بخلاف ذلك ذكر الله تعالى أنواع العسر التي يمر بها الحريص والبخيل، وكيف لا يغني عنه ماله شيئا، فقال: ﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) ﴾ [الليل: 8، 9]

وهكذا ورد في الحديث عن رسول الله a اعتبار الكرم من الصفات الضرورية للتزكية والتدين، فقال: (إن الله تعالى استخلص هذا الدين لنفسه، ولا يصلح لدينكم إلا السخاء وحسن الخلق، ألا فزينوا دينكم بهما)([709])


[709] الطبراني.

نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست