responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 61

أما كيفية ذلك.. فذلك ليس للعقل.. ولا للكشف.. ولا للشهود.. بل هو للتسليم لله تعالى، فالعاقل هو الذي يؤمن بالله القدوس.. وفي نفس الوقت يؤمن بالله الخالق البارئ المصور.. وكل أسمائه الحسنى التي تدل على وجود من تتوفر فيهم القابلية لتلك الأسماء.

وأكبر دليل على ما ذكرت لك ـ أيها المريد الصادق ـ هو ذلك الاختلاف الشديد بين الفلاسفة حول هذه المسألة.. فيمكنك فلسفيا إذا أردت إثباتها، أن تذكر أدلة من أثبتوها.. وإذا أردت نفيها أن تذكر أدلة من نفوها.. مع أن كليهما يزعم أنه يعود لعقله.

ومثل ذلك المتصوفة.. فكما وجد من يقول بها، وينتصر لها، ويؤلف المؤلفات الكثيرة في ذلك، وجد من يرد عليه، ويعتبره صاحب حال دني، وأن الكمال في إثبات الخالق والمخلوق، والحق والخلق.

ولذلك كان الأعقل من الجميع هو احترام المحل الذي هو فيه.. فالله تعالى لم يوفر لنا في هذا العالم الأدوات التي ندرك بها الحقائق الكبرى.. ولذلك كان التسليم والإسلام هو الحل الأمثل الذي يحفظ عقولنا ومعارفنا وحقائقنا من أن تدنس بالهوى، وبما يوحيه الشيطان من زخرف القول الذي قد نتوهم أنه معارف إلهية، وهو ليس سوى زخارف شيطانية.

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فأحسن الظن بأولياء الله الصالحين الذين لم يطرحوا هذه المسألة باعتبارها حقيقة عقدية، وإنما طرحوها باعتبارها حالة شهودية.. ففرق كبير بين من يقول لك: لا يوجد في الكون إلا الله، وكل من عداه عدم محض.. وبين من يقول لك: لم أشهد في الكون إلا الله.. ثم يسكت عن ذكر الأكوان وعدمها ووجودها.

والفرق في هذا مثل شخص كان يحمل شمعة في محل مظلم، وكان

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست