responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 48

الطبقة، وقد يطلقونه ويريدون به، من يحتجب عن الأبصار من الإنس، وقد يطلقونه أيضاً ويريدون به رجالاً من الجن من صالحي مؤمنيهم، وقد يطلقونه، على القوم الذين لا يأخذون شيئاً من العلوم والرزق المحسوس من الحس ولكن يأخذونه من الغيب)([74])

وهو لا يذكر دليلا على وجود هؤلاء، ولا انحصارهم في العدد الذي ذكره، ولا أوصافهم، وإنما يكتفي بذكر هذه المعاني جميعا، باعتباره حقائق مقررة، نتيجة شهوده لها.

ونحن لا ننكر ـ أيها المريد الصادق ـ شهوده، ولا أنه قد يكون رآها، ولكن ليس كل ما يُرى يُصدق، ولا كل كشف بصحيح، ما لم يدل عليه الدليل المعصوم.

والمشكلة الأكبر ليس في ذكر ما رآه أو كشف له عنه، وإنما في استغلال البعض لذلك؛ فما أسهل أن يأتي أي شخص من الناس، ويزعم لنفسه أنه أحد هؤلاء.. وما أسرع أن يجد من يصدقه، مخافة الإنكار على أولياء الله.. وبذلك تصبح هذه المعاني، وإن صحت، وسيلة للتلاعب بالدين، وبالمتدينين البسطاء، والانحراف بهم عن دين الله إلى دين البشر.

والأمر لا يقتصر على رجال الغيب، بل هناك غيرهم كثير، ومنهم (الرجبيون)، الذين يذكرون أنهم (أربعون نفساً في كل زمان، لا يزيدون ولا ينقصون، وهم رجال حالهم القيام بعظمة الله، وهم من الأفراد وهم أرباب القول الثقيل.. وسمو (رجبيون)؛ لأن حال هذا المقام لا يكون له إلا في شهر رجب من أول إستهلال هلاله إلى إنفصاله، ثم يفقدون ذلك الحال من أنفسهم، فلا يجدونه إلى دخول رجب من السنة الآتية. وقليل من يعرفهم من أهل هذا الطريق وهم متفرقون في البلاد ويعرف بعضهم بعضا)([75])


[74] الفتوحات المكية، ج 2 ص 11، 12.

[75] الفتوحات المكية، ج 2 ص 8.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست