responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 403

مثلما شرحته لك بتفصيل في رسائلي إليك حول النفس اللوامة.

ويقصدون بالحقيقة، أو مرتبة الإحسان، تلك المرتبة التي تتحقق فيها النفس بالأخلاق العالية، والأذواق الرفيعة، والمعارف السامية، لتتحول من عالم النفس اللوامة إلى عالم النفس المطمئنة الراضية.

وهذه المراتب جميعا، لا تشمل الشرائع الظاهرة فقط، وإنما تشمل كل ما يتعلق بالدين من أخلاق وعقائد.. ولذلك؛ فإن السلوك الذي يُمارسه المؤمن في مرحلة الشريعة، ليس هو نفسه في مرحلة الطريقة أو الحقيقة.. ذلك أنه في تلك المراتب يكون أرقى، ولذلك فإن معاصي المقربين تختلف عن معاصي أهل اليمين وغيرهم ممن هم دونهم أو فوقهم، كما يقال: (حسنات الأبرار سيئات المقربين)

إذا فهمت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن الشريعة تشمل الجميع، وتخصيصها بالمرتبة الدنيا لا يعني احتقارا لها، بل يدل على ما ذكرته لك من أن المطبقين لها لا يخرجون عن الشريعة، ولهذا، فإن الإسلام مع كونه الاسم الذي يدل على الشريعة بكل معانيها وتفاصيلها إلا أن الله تعالى قال: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ [الحجرات: 14]

وهذا يدل على أن مرتبة الإيمان أعظم من مرتبة الإسلام، ولهذا ذكر أنها المرتبة التي تتعمق فيها حقائق الإيمان في النفس بخلاف مرتبة الإسلام، والتي قد يكتفي فيها المسلم بظواهر الشريعة دون بواطنها وحقائقها.

ولهذا أيضا اعتبر رسول الله a مرتبة الإحسان أعلى من مرتبة الإيمان، ووصفها بحال نفسية تعتري المسلم حينها، وهو مراقبة الله ومشاهدته، كما قال a في تعريف

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 403
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست