نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 400
بالموت، فليس في هذه
الحياة وصول يفرغ معه السير وينتهي، وليس ثمة اتصال حسي بين ذات العبد وذات الرب،
فالأول تعطيل والحاد، والثاني حلول واتحاد، وإنما حقيقية الأمر تنحية النفس والخلق
عن الطريق، فإن الوقوف معهما هو الانقطاع، وتنحيتهما هو الاتصال)([474])
وقال آخر: (معنى
الاتصال بالحق: الانقطاع عما دون الحق.. وليس المراد بالاتصال اتصال الذات بالذات،
لأن ذلك إنما يكون بين الجسمين وهذا التوهم في حق الله تعالى كفر، بل مقدار
انقطاعهم عن غير الحق اتصالهم بالحق)([475])
وبناء على هذا عرفوا
الواصل بأنه (الذي ألقى السمع للإصغاء، وفتح البصيرة للنظر، فانقلبت حروف الأكوان
في سر استماعه نذيراً وحكماً ومواعظ، فهو في رياض التدبير بين حدائق المواعظ
الناطقة والصامتة، وأزهار الحكم الباطنة والظاهرة)([476])
وقال آخر: (الواصل: هو
من غاب عن وجوده واتصل شهوده)([477])
وقال آخر: (الواصل: هو
من لم تشغله عن الله روضات الجنات)([478])
وقال آخر: (الواصلون في
ثلاثة أحرف: همهم الله، وشغلهم الله، ورجوعهم إلى الله)([479])
وقال آخر: (الواصل إلى الله
تعالى: هو الذي تخلى عن أوصافه الذميمة وتحلى بالأوصاف الحميدة)([480])
وقال آخر: (إن الواصلين
لم يقفوا مع شهود الأنوار، بل نفذوا إلى نور الأنوار،
[474] د. أحمد الشرباصي، موسوعة أخلاق القرآن، ج
6 ص 145، 146.
[475] قطب الدين البكري الدمشقي، الرسالة المكية
في الطريقة السنية، ص 3، 4.
[476] أحمد أبو كف، أعلام التصوف الإسلامي، ص
119، 120.