responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 395

وقد روي أن الإمام الرضا سئل عن قول الله عزوجل: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ [المطففين: 15]، فقال: إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان يحل فيه فيحجب عنه فيه عباده، ولكنه يعني أنهم عن ثواب ربهم محجوبون)([453])

وهذا معنى من المعاني التي تفسر بها الآية الكريمة، والإمام الرضا لم يقصد حصره فيه، وإنما قصد تنزيه الله تعالى عن تلك المقولات التي كانت تنتشر في عصره بين المحدثين، وتوهم أن الله تعالى سيسكن مع المؤمنين في الجنة، وسيجلس إليهم كما يجلس الندماء مع بعضهم.

ومن رواياتهم في ذلك أنه (بينا أهل الجنة في نعيمهم إذْ سطع لهمْ نورٌ فرفعوا رؤوسهم، فإذا الربُّ قد أشرف عليهم من فوقهم فقال: السلام عليكم يا أهل الجنة، قال: وذلك قول الله تعالى: ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ﴾ [يس: 58]،قال: فينظر إليهم وينظرون إليه، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم ويبقى نورُه وبركته عليهم في ديارهم) ([454])

وغيرها من الروايات التي تجعل من لقاء الله تعالى للمؤمنين مشابها لتلك المجالس التي يعقدها الملوك والأمراء مع ندمائهم، ثم يصلونهم بأنواع الصلات، وهي علاقة مادية صرفة لا مجال فيها للمشاعر السامية، ولا للعواطف الجياشة.

ولذلك قاوم أئمة الهدى وورثة النبوة هذه التحريفات، وبينوا تنزيه الله تعالى المطلق عن الجسمية والتشبيه وكل ما لا يليق به.

وبناء على ذلك؛ فإن لقاء الله تعالى أو التواصل معه مرتبط بالمشاعر، لا بالأجساد..


[453] بحار الأنوار (3/ 318)

[454] رواه ابن ماجه برقم (184)

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 395
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست