responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 359

وإنما تقصد الآية الكريمة تلك المراحل التي مر بها الإنسان، والتي كان منها تلك المرحلة التي عبر عنها الله تعالى بقوله: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ﴾ [الأعراف: 172، 173]

ففي هاتين الآيتين الكريمتين يخبر الله تعالى عن نشأة من نشآت الإنسان، زود فيها بمعارف خاصة، وهي تلك المعارف التي تجعله يوقن بالبديهيات التي تدله على وجود الله ووحدانيته وتجعله مستعدا لمعرفة ربه.

ولهذا يرد في القرآن الكريم لفظ الذكر في التعرف على الله، للدلالة على أن دور الرسل عليهم الصلاة والسلام تذكير العباد بما جرى لهم من تعريف الله تعالى لهم به، وأنه قد أخذ عليهم الميثاق بذلك.

ومن تلك النشآت هذه النشأة، وهي أخطرها، ذلك أن الإنسان زُود فيها بطاقات كثيرة، وبحريّة عظيمة، تجعله يختار ما يتناسب مع رغبته وهواه، وبناء على تلك الاختيارات يكون مصير نشآته التالية.

وبذلك؛ فإن النشآت السابقة للإنسان، قبل هذه الدنيا كان الغرض منها تأهيله لها، وللتكاليف المناطة بها.. وما عدا هذه النشأة نتيجة لها، وثمرة من ثمارها.

ويلي هذه النشأة تلك التي سماها القرآن الكريم برزخا، وبين بدايته ونهايته، فقال ذاكرا بدايته: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 99، 100]

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست