responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 351

وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ &﴾ [الحجرات: 14]

وبناء على القاعدة التي تذكر أن زيادة المبنى يدل على زيادة المعنى؛ فإن هذا يدل على أن لفظ [الملكوت]، وإن كانت لها نفس دلالة لفظة [الملك] في الغالب إلا أن لها دلالة خاصة في حال كونهما في محل واحد، فهما كما يقال: (إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا)

ولذلك؛ فإن الحكماء ذكروا لكلا اللفظين مواضعهما الخاصة بهما، وتعارفوا على ذلك، بناء على اصطلاح اصطلحوه، ولا مشاحة في الاصطلاح؛ فلذلك اعتبروا [عالم الملك] قاصرا على العالم المشاهد المحسوس الملموس، والذي يمكن إدراكه بحواسنا، أو بما نصل إليه من الوسائط، وأما [عالم الملكوت]؛ فيقصدون به العوالم الخفية والغيبية التي لا يمكن للحواس أن تدركها.

وتبدأ تلك العوالم الغيبية بصلة الملك بالله تعالى، أي أن من تمكن من رؤية الملكوت عرف ارتباط الخلق بالخالق، وأنه لا يمكن أن يقوم الخلق من دون خالق.. ولذلك تصبح رؤيته للأشياء الحسية رؤية ملكوتية، كما عبر عن ذلك بعض الحكماء، فقال: (ملكوت الشيء: ما هو الشيء به قائم)([397])

وقال آخر: (الملكوت: باطن من الكون، لا تدركه الحواس الخمس، ولا يقبل القسمة والتجزؤ، لأنه ليس بجسم ولا عرض، بل جوهر قائم بقيّوميّة الحق تعالى)([398])

وقال آخر(الملكوت ما يدرك بالبصيرة والعلم، كما أن الملك ما يدرك بالبصر والوهم.. أو تقول: الملكوت مدرك أهل الجمع، والملك مدرك أهل الفرق.. أو تقول: الملك ما ظهر، والملكوت ما بطن.. فالملكوت مدرك أهل الشهود والعيان، والملك مدرك أهل


[397] إسماعيل حقي البروسوي، تفسير روح البيان، ج 7 ص 442.

[398] نجم الدين داية الرازي، منار السائرين ومطار الطائرين، ص 8.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست