نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 283
وإدراك المؤمن ـ الذي قد تضايقه صورته الدنيوية ـ لهذه المشيئة الإلهية
المطلقة في التصوير تجعله يعيش في راحة تامة، بل في سرور عظيم، فالله ـ أولا ـ هو
الذي صوره بهذه الصورة، وهو يرضى ما اختار الله له من صور.
وهو ـ ثانيا ـ يعيش آملا في فضل الله أن يبدله بتلك الصورة التي رضيها في
الدنيا صورا أجمل في الآخرة، وقد قال a مخبرا عن نعيم الجنة:(إن في الجنة لسوقا ما فيها شراء ولا
بيع إلا الصور من الرجال والنساء، فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها)([342])
وقال: (إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فيها كثبان المسك فتهب ريح
الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادوا حسنا وجمالا فيرجعون إلى أهليهم وقد
ازدادوا حسنا وجمالا فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا،
فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا)([343])
هذا جوابي على أسئلتك ـ أيها المريد الصادق ـ فاسع لأن تملأ قلبك بهذه
المعارف النورانية، لترى إبداع الله متجليا في كل شيء، ولتنعم حينها بمشاهدة
الصانع من خلال صنعته، والمبدع من خلال إبداعه، والمصور من خلال صوره.. ودع عنك كل
ما لا يقدر عقلك على فهمه؛ فأنت لا تزال في مراحلك الأولى من سلم الترقي، إلى أن
يراك الله أهلا ليكشف لك بعض غيبه في هذه النشأة، أو فيما يستقبلك من نشآت.