responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 227

لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لله وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا&﴾ [نوح: 13، 14]، فالتوقير ـ كما يستدعي الفرح بالموقر والأنس به ـ يستدعي كذلك تعظيمه والهيبة منه والخشية من ارتكاب أي شيء قد يغضبه.

ومثل ذلك الذين يغلبون الجلال في تعاملهم مع الله تعالى، ذلك أنه يحرمهم من معرفة الحقيقة كما هي، كما يحرمهم من التواصل مع الله تعالى بالحب والأنس والشوق وغيرها، وهي كلها مرتبطة بالجمال الإلهي.

والكمال هو الجمع بين الجمال والجلال.. وهو ما دل عليه الواقع، وما دلت عليه معه النصوص المقدسة التي يختلط فيها ذكر الجمال والجلال.

ولهذا اتفق الحكماء على توارد كلا المعنيين في نفوس السالكين، وقد قال بعضهم في ذلك: (اعلم إنه عز وجل يكاشف القلوب مرة بوصف جلاله، ومرة بوصف جماله، فإذا كاشفها بوصف جلاله، صارت أحوالها دهشاً في دهش، وإذا كاشفها بوصف جماله صارت أحوالها عطشاً في عطش.. فمن كاشفه بجلاله أفناه، ومن كاشفه بجماله أحياه، فكشف الجلال يوجب صحواً وغيبة، وكشف الجمال يوجب صحواً وقربة.. فالعارفون كاشفهم بجلاله فغابوا، والمحبون كاشفهم بجماله فطابوا، فمن غاب فهو مهيم، ومن طاب، فهو متيم)([276])

وهم يذكرون اختلاط الجلال بالجمال، ذلك أن لكل منهما علاقة بالآخر، فالجلال مظهر من مظاهر الجمال، والجمال مظهر من مظاهر الجلال، قال بعضهم معبرا عن ذلك: (كل من هاتين الصفتين [ الجلال والجمال ] فيها من الصفة الأخرى، لأن الموصوف بها


[276] د. إبراهيم بسيوني، سيرته، آثاره، مذهبه في التصوف، ص 304.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست