responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 204

من أن يبعث الرجاء في قلب من يريد أن يتطهر، وينمي نواة الخير الكامنة في نفسه، فتشريع البداء، مثل تشريع قبول التوبة، والشفاعة، وتكفير الصغائر بالاجتناب عن الكبائر، كلها لأجل بعث الرجاء وإيقاد نوره في قلوب العصاة والعتاة، حتى لا ييأسوا من روح الله، ولا يتولوا بتصور أنهم من الأشقياء وأهل النار قدرا، وأنه لا فائدة من السعي والعمل، فلعلم الإنسان أنه سبحانه لم يجف قلمه في لوح المحو والإثبات، وله أن يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء، يسعد من يشاء، ويشقي من يشاء، وليست مشيئته جزافية غير تابعة لضابطة عقلية، لأن العبد لو تاب، وعمل بالفرائض، وتمسك بالعروة الوثقى، فإنه يخرج من سلك الأشقياء، ويدخل في صنف السعداء، وبالعكس.. وهكذا فإن كل ما قدر في حقه من الموت والمرض والفقر والشقاء يمكن تغييره بالدعاء، والصدقة، وصلة الرحم، وإكرام الوالدين، وغير ذلك، فجميع هذا من باب الرحمة الإلهية لأجل بث الأمل في قلب الإنسان، وعلى هذا فالاعتقاد بذلك من ضروريات الكتاب وصريح آياته)([252])

ولهذا ورد عن أئمة الهدى الدعوة إلى هذا النوع من المعارف، والرد على أولئك الجبرية الذين حولوا الدين أفيونا ومخدرا باسم الإيمان بالقضاء والقدر، وقد روي عن الإمامين الباقر والصادق أنهما قالا: (ما عبد الله عز وجل بشئ مثل البداء)([253])

وروى عن الصادق أنه قال: (لو يعلم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا من الكلام فيه)([254])

وقال: (ما عظم الله عز وجل بمثل البداء)([255])، وقد علق على قوله هذا بعض الحكماء،


[252] أضواء على عقائد الشيعة الإمامية وتاريخهم، ص 447.

[253] بحار الأنوار، 4: 107.

[254] الكافي 1: 115.

[255] التوحيد للصدوق، الحديث 2.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست