responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 180

الذين لم يريدوا بأعمالهم ولا حياتهم إلا وجه الله تعالى، قال تعالى: ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام: 52]

واعلم ـ أيها المريد الصادق ـ أن الله تعالى أخفى أولياءه في خلقه، ولذلك قد يكون الولي الصالح إنسانا بسيطا، أو صاحب حرفة حقيرة، فإياك أن تخطئ في حق أحد من الناس، حتى لا تقع في الخطأ في حق أولياء الله، وقد ورد في الحديث عن الإمام علي قوله: (إن الله تبارك وتعالى أخفى أربعة في أربعة أخفى رضاه في طاعته، فلا تستصغرن شيئا من طاعته، فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم، وأخفى سخطه في معصيته، فلا تستصغرن شيئا من معصيته، فربما وافق سخطه وأنت لاتعلم، وأخفى إجابته في دعوته فلا تستصغرن شيئا من دعائه فربما وافق إجابته وأنت لاتعلم، وأخفى وليه في عباده فلا تستصغرن، عبدا من عبيد الله فربما يكون وليه وأنت لاتعلم) ([230])

ولهذا، إياك أن تكون كأولئك المشركين الذين حجبوا بأكل أنبيائهم، ومشيهم في الأسواق، كما قال تعالى: ﴿وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8)﴾ (الفرقان)

فولي الله بشر كسائر البشر، ولا يمكنك أن تعرفه من خلال تلك المظاهر التي يبدو بها، والتي لا يخالف بها سائر الناس.. فسر الخصوصية ـ كما يقول الحكماء ـ مستور بظهور البشرية، وإلا فلو أن الله تعالى أظهر أنوار أوليائه لصعق كل من نظر إليهم.

هذا جوابي على أسئلتك ـ أيها المريد الصادق ـ فاسع لأن تحكم ربك في كل شيء، من


[230] معانى الاخبار 112.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست