responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 172

روي في الخبر أن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه السلام: (إذا رأيت الفقر مقبلا إليك فقل: مرحبا بشعار الصالحين، وإذا رأيت الغني مقبلا إليك فقل: ذنب عجلت عقوبته)([222])

وكان بعضهم إذا اشتد مرضه وجوعه يقول: (إلهي ابتليتني بالمرض والجوع، وكذلك تفعل بأوليائك، فبأي عمل أؤدي شكر ما أنعمت به علي)

وكان آخر يقول: (إلهي أجعتني، وأجعت عيالي وتركتني في ظلم الليالي بلا مصباح، وإنما تفعل ذلك بأوليائك فبأي منزلة نلت هذا منك؟)

وسر ذلك هو خوف الصالحين من الاستدراج بالنعيم، كما قال قائلهم: (والله ما أحد من الناس بسط الله له في الدنيا فلم يخف أن يكون قد مكر له فيها إلا كان قد نقص عمله، وعجز رأيه. وما أمسكها الله عن عبد فلم يظن أنه خير له فيها إلا كان قد نقص عمله، وعجز رأيه)

بل هذا ما صرح به a في قوله: (والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم)([223])

هذه بعض نعم الله المختزنة في طي بلائه.. والتي يراها المؤمنون نعما يفرحون بها، ولا يحزنون لها، بينما يراها الغافلون شرا محضا، ويتهمون الله بسببها، أو قد يشركون به، فيتوهمون أنها من غيره، وكأن للكون إلهين: إله يدير خيره، وآخر يدير شره.

هذا جوابي على رسالتك ـ أيها المريد الصادق ـ فأحسن ظنك بربك، واعلم أنه لا يريد لك إلا الخير والصلاح، واعلم أن هناك عالما آخر غير هذا العالم لن ترى فيه إلا الخير


[222] وهذا ـ طبعا ـ ليس على عمومه، بل له محله الخاص، وقد ذكرنا المعنى الصحيح لهذا الخبر في رسالة (كنوز الفقراء)

[223] أحمد والترمذي وابن ماجة عن عمرو بن عوف.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست