responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 17

يحصل لهم من الثلاثة شىء، ونعوذ بالله من الحرمان، ونسأله التوفيق والغفران) ([14])

وذكرت لي أنك خائف من أن تصير من أهل القسم الرابع أولئك المحرومين من التحلي بالحقائق بسبب إنكارهم على الأولياء والصالحين، وفي نفس الوقت لا تستطيع أن تسلم لهم كل ما ذكروه.. ولذلك صرت في حيرة بين الأمرين.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن ما روي عن الصالحين من معان نوعان:

أولهما: ما لا يصح إنكاره، ولا رده، ولا التشنيع عليه مثلما يفعل الجهلة، وهو ذلك الميراث العظيم الذي تحدثوا فيه عن مراتب التزكية ومعانيها والحقائق المرتبطة بها، مما تؤيده المصادر المقدسة وتدعو إليه.

ومثل ذلك حديثهم عن الأذواق الإيمانية اللذيذة التي يجدها السالكون، مما يرغب في السير إلى الله، ويعطي النماذج الحسنة عنه.

ومثل ذلك حديثهم في المعارف الإلهية التي لا تتناقض مع المصادر المقدسة، بل قد تساهم في فهمها، وتعميق معانيها في النفس.

ومثل ذلك تعظيمهم للنبوة والإمامة والولاية وتبيين دورها في التزكية والترقية، مما يرغب السالكين في التعلق بالصالحين، وتعميق صلتهم بهم.

وغير ذلك من الحقائق والقيم الموروثة عنهم، والتي تعين السالك إلى الله على اجتياز عقبات نفسه والتخلص من مثالبه من خلال استفادته من تجارب السالكين قبله.

وأما النوع الثاني: فهو الذي يحتاج من السالك إلى التوقف فيه، أو رده، أو الإعراض عنه، وهو ذلك التراث الكثير الذي بثوه في كتبهم، والذي حاولوا من خلاله أن يضعوا الحقائق التي كشفت لهم من خلال ممارساتهم الروحية، ولا علاقة لها أصلا بالسلوك، ولا


[14] روض الرياحين فى حكايات الصالحين، ص: 10.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست