responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 590

ملتزما بما وعظ به، أو كان مقصرا؛ فأنت مطالب بإصلاح نفسك، لا بمحاسبة غيرك، وقد قال بعض الحكماء يذكر شروط الانتفاع بالموعظة: (إنّما ينتفع بالعظة بعد حصول ثلاثة أشياء: شدّة الافتقار إليها، والعمى عن عيب الواعظ، وتذكّر الوعد والوعيد)

ثم ذكر سر الحاجة إلى العمى عن عيب الواعظ، فذكر أنه (إذا اشتغل به حرم الانتفاع بموعظته، لأنّ النّفوس مجبولة على عدم الانتفاع بكلام من لا يعمل بعلمه ولا ينتفع به، وهذا بمنزلة من يصف له الطّبيب دواء لمرض به مثله، والطّبيب معرض عنه غير ملتفت إليه)

ولأنك إن فعلت ذلك ـ أيها المريد الصادق ـ صرت من الذين يبررون لأنفسهم المعاصي بحجة وقوع غيرهم فيها.. ولذلك استمع للموعظة، ولا يهمك الواعظ، إلا إذا دعاك للأهواء؛ فحينها عليك النفور منه، ومن دعوته.

لكنك إن كُلفت بالموعظة، فاحرص على ألا تعظ إلا فيما تحققت به، حتى لا تكون من الذين عاتبهم الله تعالى، فقال: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: 44]

وأخبر عن شعيب عليه السّلام أنه قال لقومه: ﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ [هود: 88]

ونهى الله تعالى عن ذلك نهيا شديدا، فقال:﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ [الصف: 2، 3]

وقد قال الشاعر معبرا عن بشاعة الذين يفعلون ذلك:

يا أيّها الرّجل المعلّم غيره ***   *** هلّا لنفسك كان ذا التّعليم؟
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 590
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست