responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 279

وعدم الحجاب عنها بأي نوع من أنواع الحجب هي تدبر القرآن الكريم.. فهو الذي يتيح لك أن تحول من الحروف القرآنية واقعا تعيشه في كل البيئات والأوقات، وبقلبك وعقلك وكل لطائفك.

وتدبر القرآن الكريم درجة تعلو على فهمه.. ذلك أن الفهم مهما رقى يظل محصورا في دوائر الألفاظ وحدودها.. وأما التدبر؛ فهو الذي يخرج من تلك الدوائر، ليعبر منها لكل شيء.

ومن الأمثلة على ذلك أن الذي يقرأ قوله تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ الله فِي أَوْلَادِكُمْ﴾ [النساء: 11]، يفهم أن المراد منها وصية الله تعالى بالأحكام المرتبطة بالمواريث.. لكن التدبر يهديه إلى سر اختيار الله تعالى للفظ الوصية دون غيرها.. ثم يهتدي إلى أن الله تعالى أرحم بالأولاد من آبائهم، ذلك أنه هو الذي يوصي آباءهم بهم.. ثم يهتدي إلى رحمة الله الواسعة ولطفه بعباده.. وهكذا لا يزال يرتقي من معنى إلى معنى حتى يستفيد المعاني الكثيرة، والتي تتحول فيها كل آيات القرآن الكريم إلى معارف إلهية تملؤه باليقين والإيمان.

وهكذا ينزل من تلك الحقائق إلى القيم السلوكية التي تملأ حياته بالتقوى والصلاح؛ حتى تتحول صفات الله وأسماؤه الحسنى إلى قيم سلوكية يسير بها في حياته جميعا.

وهكذا؛ فإن التدبر يجعله لا يحصر القصص القرآني في البيئات التاريخية التي حصلت فيها الأحداث، وإنما يتجاوزها ليستنبط منها سنن الله تعالى في المجتمعات والتاريخ وغيرها، كما قال تعالى: ﴿هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف: 203]

وقد أشار إلى ذلك الإمام علي، فقال: (اليقين على أربع شعب: تبصرة الفطنة، وتأول الحكمة، ومعرفة العبرة وسنة الاولين، فمن أبصر الفطنة عرف الحكمة، ومن تأول الحكمة

نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست