responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إيران نظام وقيم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 380

ويضرب مثالا على ذلك بالغرور، الذي هو من أخطر الأمراض؛ فيقول: (إنّ من يُصاب بالغرور لا يرى نفسه فانياً أبداً ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ﴾ [العلق: 6، 7]؛ فعندما يرى الإنسان نفسه، ويرى لنفسه مقاماً ويرى لنفسه عظمة، فإنّ هذه الأنانيّة ورؤية النفس تكون سبباً للطغيان، وإنّ أساس كلّ هذا الاختلاف الموجود بين البشر، والاختلاف الحاصل بينهم حول الدنيا يعود إلى الطغيان الموجود في النفوس، وهذه مصيبة مبتلى بها الإنسان، مبتلى بنفسه وبأهوائه النفسانيّة)[1]

وقد ذكرنا في الجزء السابق من هذه السلسلة مدى اهتمام الإيرانيين منذ القديم بالقيم الروحية، وكيف استطاع النظام الإيراني أن يستفيد من ذلك في إقامة الثورة أولا، وفي تعميم ذلك الاهتمام على كل المؤسسات ثانيا.

وقد ذكرنا أن مظاهر ذلك الاهتمام تجلت في ثلاث نواح كبرى:

أولها: الاهتمام بالشعائر التعبدية، والتركيز على الجوانب الروحية العميقة فيها، بدل الجوانب الشكلية.

ثانيها: الاهتمام بالمجاهدات السلوكية التي وردت في النصوص المقدسة، وذكرها أئمة أهل البيت، واستفادها منهم الصوفية والعرفاء.

ثالثها: الاهتمام بالأذواق والمعارف الروحية، وفق ما ورد في النصوص المقدسة وفي الروايات الشارحة لها.

وذكرنا أن هذه التجليات الثلاث كافية للدلالة على أن مفهوم التدين في إيران ـ وخاصة في ظل نظامها الإسلامي الجديد ـ ليس محصورا في تلك الظواهر والشعارات، وإنما يمتد إلى أعمق أعماق النفس الإنسانية، وهو ما يميز التجربة الإيرانية عن تجارب


[1] المرجع السابق، ص 225..

نام کتاب : إيران نظام وقيم نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 380
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست