responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 437

من كتبهم وصحائف علومهم، ما لا يأخذه الحصر كتب سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب يستأذنه في شأنها وتنقيلها للمسلمين، فكتب إليه عمرأن اطرحوها في الماء. فإن يكن ما فيها هدًى، فقد هدانا الله بأهدى منه، وإن يكن ضلالاً فقد كفاناه الله؛ فطرحوها في الماء أو في النار، وذهبت علوم الفرس فيها عن أن تصل إلينا)[1]

ولسنا ندري مدى دقة هذه الحادثة التي ذكرها ابن خلدون، ولا دقة كون أصل الفلسفة اليونانية من الفرس، ولكن الذي ندريه أن أكثر الفلسفات أصالة في الإسلام وقربا منه كانت ذات منابع إيرانية.

ومن الأمثلة على ذلك ما يطلق عليه الفلسفة أو الحكمة الإشراقية، وهي التي وضعها أبو الفتوح يحيى بن حبش بن أميرك السهروردي، المشهور باسم السهروردي المقتول[2]، (549 - 587 هـ)، وهو فيلسوف إشراقي، شافعي المذهب، ولد في سهرورد الواقعة شمال غربي إيران، وكان مقتله بأمر صلاح الدين بعد أن نسب البعض إليه فساد المعتقد ولتوهم صلاح الدين أن السهروردي يفتن ابنه بالكفر والخروج عن الدين، وكل ذلك زور وبهتان، فالرجل مؤمن لا شك في إيمانه، بل إن صوفية المدرسة السنية أنفسهم يعتبرونه من كبار الأولياء، وهم ينشدون في مجامعهم قصيدته المعروفة، والتي يخاطب فيها الله تعالى بقوله:

أَبداً تَحنُّ إِلَيكُمُ الأَرواحُ

وَوِصالُكُم رَيحانُها وَالراحُ

وَقُلوبُ أَهلِ وِدادكم تَشتاقُكُم

وَإِلى لَذيذ لقائكم تَرتاحُ

وَا رَحمةً للعاشِقينَ تَكلّفوا

ستر المَحبّةِ وَالهَوى فَضّاحُ

بالإضافة إلى ذلك، فقد كان فقيها شافعيا معتبرا، وكان أكثر علماء عصره علما بالفلسفة والمنطق والحكمة، ويسمي مذهبه الذي عرف به [حكمة الإشراق]، ومن مؤلفاته:


[1] تاريخ ابن خلدون (1/ 631)

[2] وفيات الأعيان 2: 261 ، وطبقات الأطباء 2: 167 - 171 ، والنجوم الزاهرة 6: 114.

نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 437
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست