responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 285

الإيرانية، ونوع التدين الذي يحكمها.

أولا ـ اهتمام الإيرانيين بالشعائر التعبدية:

تعتبر الشعائر التعبدية من صلاة وقراءة قرآن وذكر ودعاء وغيرها هي الوسائل التي اعتبرتها الشريعة بنصوصها المقدسة معارج لرقي الروح، وتواصلها مع ربها سبحانه وتعالى، ولذلك اهتم بها كل علماء السلوك ومشايخ التربية، وشنعوا على من قصر في الشريعة، أو اتخذ غيرها وسائل للوصول، كما روي عن الجنيد قوله في جماعة زعموا أنهم يصلون إلى حالة يسقط عنهم التكليف: (وصلوا، ولكن إلى سقر)، وروي أنه لم يترك أوراده في حال نزاعه، فقيل له في ذلك، فقال: (ومن أولى مني بذلك، وهذه صحائفي تطوي)[1]

وهكذا شدد أئمة أهل البيت ـ الذين اعتبرهم الإيرانيون مشايخهم الروحيين ـ في التنفير من كل سلوك غير السلوك الذي جاءت به الشريعة للسير التحققي، ذلك أن كل سلوك مبتدع إنما يبعد عن الله، أكثر مما يقرب منه.

ولهذا وردت عباراتهم في النهي عن صحبة أدعياء التصوف من المبتدعة، لا الصوفية الملتزمين بالشريعة، ومن الأمثلة على ذلك قول الامام الصادق عندما سئل عن ذلك النوع من الصوفية: (إنهم أعداؤنا، فمن مال إليهم فهو منهم ويحشر معهم، وسيكون أقوام، يدّعون حبنا ويميلون إليهم ويتشبهون بهم، ويلقبون أنفسهم بلقبهم، ويقولون أقوالهم، ألا فمن مال إليهم فليس منا، وإنّا منه براء، ومن أنكرهم ورد عليهم، كان كمن جاهد الكفار بين يدي رسول الله a)[2]

ولهذا نرى اهتمام القادة الروحيين للمشروع الحضاري الإيراني الجديد بالشعائر التعبدية، وإشاعتها، والدعوة إليها عبر الوسائل المختلفة، وتوفير كل الإمكانات المتاحة


[1] انظر: إيقاظ الهمم فى شرح الحكم، ص: 265.

[2] سفينة البحار للمحدث القمي ج2 ص57)

نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست