responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 527

فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ (آل عمران:64)، قال ابن حزم:(فهذا رسول الله a قد بعث كتابا وفيه هذه الآية إلى النصارى وقد أيقن أنهم يمسون ذلك الكتاب)

وقد رد على الشبهة التي يوردها المخالفون من أن رسول الله a إنما بعث إلى هرقل آية واحدة بقوله:(ولم يمنع a من غيرها وأنتم أهل قياس فإن لم تقيسوا على الآية ما هو أكثر منها فلا تقيسوا على هذه الآية غيرها)

أما قوله تعالى: ﴿ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ (الواقعة:78 ـ 79) الذي استدل به المخالفون فلا دلالة فيه على ذلك، قال ابن حزم:(فهذا لا حجة لهم فيه لأنه ليس أمرا وإنما هو خبر. والله تعالى لا يقول إلا حقا. ولا يجوز أن يصرف لفظ الخبر إلى معنى الأمر إلا بنص جلي أو إجماع متيقن. فلما رأينا المصحف يمسه الطاهر وغير الطاهر علمنا أنه عز وجل لم يعن المصحف وإنما عنى كتابا آخر)[1]

وعلى اعتباره مصحفا، فقد ذكر المفسرون أقوالا كثيرة في تفسير ﴿ الْمُطَهَّرُونَ ﴾ تجعل الاستدلال بالآية غير صحيح.

فقد قال أنس وسعيد وابن جبير: لا يمس ذلك الكتاب إلا المطهرون من الذنوب وهم الملائكة، وقال أبو العالية وابن زيد: إنهم الذين طهروا من الذنوب كالرسل من الملائكة والرسل من بني آدم، فجبريل النازل به مطهر، والرسل الذين يجيئهم بذلك مطهرون، وقال الكلبي: هم السفرة الكرام البررة، وهو نحو ما اختاره مالك حيث قال: أحسن ما سمعت في قوله تعالى: ﴿ لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ (الواقعة:79) أنها بمنزلة الآية التي في ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى﴾ (عبس:1): ﴿فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ﴾ (عبس:12) إلى قوله تعالى: ﴿كِرَامٍ بَرَرَةٍ﴾ (عبس:16)) يريد أن المطهرين هم الملائكة الذين وصفوا


[1] المحلى: 1/83.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 527
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست