responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 48

إلا بشروط، منها:

الحضور الواعي:

فالله تعالى شرط لمن يريد جني ثمار القرآن الكريم ثلاثة شروط، فقال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ (قّ:37)، فالله تعالى جعل كلامه ذكرى لا ينتفع بها إلا من جمع هذه الأمور الثلاثة:

1 ـ أن يكون له قلب حي واع، فإذا فقد هذا القلب لم ينتفع بالذكرى.

2 ـ أن يصغي بسمعه فيميله كله نحو المخاطب، فإن لم يفعل لم ينتفع بكلامه.

3 ـ أن يحضر قلبه وذهنه عند المكلم له، وهو الشهيد أي الحاضر غيرالغائب، فإن غاب قلبه لم ينتفع بالخطاب.

وهذه الشروط التي نص عليها القرآن الكريم هي نفس الشروط التي يشترط تحققها في أي شيء نريد إدراكه والتعرف عليه، فـ (المبصر لا يدرك حقيقة المرئي إلا إذا كانت له قوة مبصرة، وحدق بها نحو المرئي، ولم يكن قلبه مشغولا بغير ذلك، فإن فقد القوة المبصرة أو لم يحدق نحو المرئي أو حدق نحوه ولكن قلبه كله في موضع آخر لم يدركه، فكثيرا ما يمر بك إنسان أو غيره وقلبك مشغول بغيره فلا تشعر بمروره فهذا الشأن يستدعي صحة القلب وحضوره وكمال الإصغاء)[1]

ولهذا جعل الغزالي من الفرق المغرورة فرقة (اغتروا بقراءة القرآن فيهذونه هذا وربما يختمونه في اليوم والليل مرة، ولسان أحدهم يجري به وقلبه يتردد في أودية الأماني إذ لا يتفكر في معاني القرآن لينزجر بزواجره ويتعظ بمواعظه ويقف عند أوامره ونواهيه ويعتبر بمواضع الاعتبار فيه إلى غير ذلك من مقاصد التلاوة، فهو مغرور يظن أن


[1] مدارج السالكين: 3/231.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست