responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 458

قلت: يا أم المؤمنين أنبئيني عن خلق رسول الله a قالت: ألست تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قالت: فإن خلق رسول الله a كان القرآن. فهممت أن أقوم، ثم بدا لي قيام رسول الله a قلت:يا أم المؤمنين، أنبئيني عن قيام رسول الله a قالت:ألست تقرأ هذه السورة: يا أيها المزمل ؟ قلت:بلى. قالت:فإن الله افترض قيام الليل في أول هذه السورة ؛ فقام رسول الله a وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم. وأمسك الله ختامها في السماء اثني عشر شهرا. ثم أنزل التخفيف في آخر هذه السورة، فصار قيام الليل تطوعا من بعد فريضة) الحديث[1]

وهذا الجهد والجد تحتاجه كل دعوة وكل رسالة، بل كل عمل نبيل، لأن الأعمال العظيمة أعمال جادة لا يقوم بها إلا الجادون الذين قال تعالى في صفتهم: ﴿ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ﴾ (لأعراف:170)

ففي هذا التعبير ما يبين مبلغ الجد الذي تحملى به هؤلاء المتمسكون بالكتاب الذي يعني الدين كله، يقول سيد قطب:(ن الصيغة اللفظية: يمسكون تصور مدلولاً يكاد يحس ويرى، إنها صورة القبض على الكتاب بقوة وجد وصرامة الصورة التي يحب الله أن يؤخذ بها كتابه وما فيه.. في غير تعنت ولا تنطع ولا تزمت.. فالجد والقوة والصرامة شيء والتعنت والتنطع والتزمت شيء آخر.. إن الجد والقوة والصرامة لا تنافي اليسر ولكنها تنافي التميع! ولا تنافي سعة الأفق ولكنها تنافي الاستهتار! ولا تنافي مراعاة الواقع ولكنها تنافي أن يكون الواقع هو الحكم في شريعة الله! فهو الذي يجب أن يظل محكوماً بشريعة الله)[2]

وهذا التحمل للمشاق يحتاج إلى تمرين شديد على ذلك، وكما ذكر الله تعالى


[1] رواه أحمد.

[2] في ظلال القرآن: 1388.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 458
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست