responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 407

وتستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير)[1]

ثم يذكر البدائل النافعة بدل ذلك الهذر الفارغ، فيقول:(لأنك لو صرفت زمان الكلام إلى الفكر ربما كان ينفتح لك من نفحات رحمة الله عند الفكر ما يعظم جدواه، ولو هللت الله سبحانه وذكرته وسبحته لكان خيراً لك فكم من كلمة يبنى بها قصراً في الجنة؟ ومن قدر على أن يأخذ كنزاً من الكنوز فأخذ مكانه مدرة لا ينتفع بها كان خاسراً خسراناً مبـيناً، وهذا مثال من ترك ذكر الله تعالى واشتغل بمباح لا يعنيه فإنه وإن لم يأثم فقد خسر حيث فاته الربح العظيم بذكر الله تعالى، فإنّ المؤمن لا يكون صمته إلا فكراً ونظره إلا عبرة ونطقه إلا ذكراً)[2]

بل إن ضرر هذا النوع من المباح لا يقتصر على كونه مضيعا لوقت صاحبه فيما لا طائل وراءه، بل إنه يتعدى ذلك إلى ما يحمله الكلام نفسه من مخاطر قد يغفل عنها.

وقد ذكر الغزالي لذلك أمثلة واقعية مهمة يحسن التنبيه إليها، واعتبارها نماذج لغيرها.

أما المثال الأول، فهو أن (أن تجلس مع قوم فتذكر لهم أسفارك وما رأيت فيها من جبال وأنهار، وما وقع لك من الوقائع، وما استحسنته من الأطعمة والثياب، وما تعجبت منه من مشايخ البلاد ووقائعهم. فهذه أمور لو سكت عنها لم تأثم ولم تستضر، وإذا بالغت في الجهاد حتى لم يمتزج بحكايتك زيادة ولا نقصان، ولا تزكية نفس من حيث التفاخر بمشاهدة الأحوال العظيمة، ولا اغتياب لشخص ولا مذمة لشيء مما خلقه الله تعالى فأنت مع ذلك كله مضيع زمانك ـ وأنّى تسلم من الآفات التي ذكرناها ـ)[3]


[1] إحياء علوم الدين: 3/112.

[2] إحياء علوم الدين: 3/112.

[3] إحياء علوم الدين: 3/113.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 407
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست