responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 301

حق وجميل وتربى عليها، والغزالي يعتبره جاهلا وضالا وفاسقا، ويرى أن علاجه يكاد يكون مستحيلا، بسبب تضاعف أسباب الضلال.

الرابعة: وهي مرتبة من يكون مع نشئه على الرأي الفاسد وتربـيته على العمل به يرى الفضيلة في كثرة الشر، واستهلاك النفوس ويباهي به ويظن أن ذلك يرفع قدره، والغزالي يعتبره جاهلا وضالا وفاسقا وشريرا.

وهو يرى الصعوبة الشديدة لعلاج من هذا حاله، ويرى أن ما ذكر من استحالة تعيير الأخلاق قد ينطبق عليه، قال:(وهذا هو أصعب المراتب. وفي مثله قيل: ومن العناء رياضة الهرم، ومن التعذيب تهذيب الذيب)[1]

انطلاقا من هذا، فقد ذكر علماء السلوك المسلمين طريقين مهمين للتخلق، يختلف الجهد المبذول فيهما بحسب طبيعة النفوس ومرتبتها في سرعة الانقياد أو بطئه، وهذان الطريقان هما:

مجاهدة النفس

كما أن كل كمال في الإنسان لا يتحقق إلا بجهد عظيم يبذله لتحقيقه، كما قال تعالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ (البلد:4)، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ﴾ (الانشقاق:6)، فإن الهيئة النفسية للإنسان، والتي تصدر عنها الأخلاق تحتاج هي الأخرى ـ إذا ما أراد صاحبها تعديلها ـ إلى جهد عظيم ورياضة شديدة، خاصة إذا انحرفت انحرافا خطيرا عن الجبلة التي خلقت عليها.

ويشير إلى هذا الطريق قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ (النازعـات:40 ـ 41)، وقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا


[1] إحياء علوم الدين:3/56.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست