responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 299

يقول ابن القيم معلقا على أهمية هذه الوصايا، ووجه الاكتفاء بها في حصول الاستقامة:(إن الشيطان يشم قلب العبد ويختبره، فإن رأى فيه داعية للبدعة وإعراضا عن كمال الانقياد للسنة أخرجه عن الاعتصام بها، وإن رأى فيه حرصا على السنة وشدة طلب لها لم يظفر به من باب اقتطاعه عنها فأمره بالاجتهاد والجور على النفس ومجاوزة حد الاقتصاد فيها قائلا له: إن هذا خير وطاعة، والزيادة والاجتهاد فيها أكمل، فلا تفتر مع أهل الفتور ولا تنم مع أهل النوم، فلا يزال يحثه ويحرضه حتى يخرجه عن الاقتصاد فيها، فيخرج عن حدها كما أن الأول خارج عن هذا الحد فكذا هذا الآخر خارج عن الحد الآخر)[1]

2 ـ طريق التخلق

قبل الحديث عن المنهج الإسلامي للتخلق نردد ما ذكرنا سابقا من أن كل الأدلة الشرعية والعقلية والعادية تدل على أن الأخلاق من الأمور القابلة للتغيير، وهذ هو الأساس الأول للاهتمام بالمناهج المثلى التي تحقق التخلق.

لأن القول بعدم إمكانية تغيير الأخلاق، أو أن الطبع يغلب التطبع، أو ما يشاع من الأمثال الشعبية الكثيرة التي تجعل كل إنسان قالبا معينا يستحيل تحريفه لأي جهة يحيل البحث عن المناهج، لأن البحث عنها أو تنفيذها يصبح تعبا لا طائل وراءه.

ولكن مع ذلك، فإن النفوس مختلفة في قدرتها على تغيير أخلاقها، انطلاقا من أسباب كثيرة، لها أهميتها الكبرى في هذا الباب، وقد عد الغزالي من هذه الأسباب على سبيل الحصر:

1 ـ قوة الغريزة في أصل الجبلة وامتداده مدّة الوجود فإن قوة الشهوة والغضب


[1] مدارج السالكين:2/107.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست