responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 257

كافر لم يمكنه أن يتكبر عليه، إذ يتصور أن يسلم الكافر فيختم له بالإيمان ويضل هذا العالم فيختم له بالكفر، والكبـير من هو كبـير عند الله في الآخرة، والكلب والخنزير أعلى رتبة ممن هو عند الله من أهل النار وهو لا يدري ذلك، فكم من مسلم نظر إلى عمر قبل إسلامه فاستحقره وازدراه لكفره وقد رزقه الله الإسلام وفاق جميع المسلمين؟ إلا أبا بكر وحده، فالعواقب مطوية عن العباد ولا ينظر العاقل إلا إلى العاقبة، وجميع الفضائل في الدنيا تراد للعاقبة)[1]

وقد ذكر الغزالي أدب المتواضعين والمعارف التي ينطلقون منها، فقال:(فإذن من حق العبد أن لا يتكبر على أحد. بل إن نظر إلى الجاهل قال: هذا عصى الله بجهل وأنا عصيته بعلم فهو أعذر مني. وإن نظر إلى عالم قال: هذا قد علم ما لم أعلم فكيف أكون مثله؟ وإن نظر إلى كبـير هو أكبر منه سناً قال: هذا قد أطاع الله قبلي فكيف أكون مثله؟ وإن نظر إلى صغير قال: إني عصيت الله قبله فكيف أكون مثله؟ وإن نظر إلى مبتدع أو كافر قال: ما يدريني لعله يختم له بالإسلام ويختم لي بما هو عليه الآن، فليس دوام الهداية إليَّ، كما لم يكن ابتداؤها إليَّ؟ فبملاحظة الخاتمة يقدر على أن ينفي الكبر عن نفسه)[2]

الغضب

وهو من أخطر الانحرافات وأعقدها، وذلك لكونه من حيث أصله شيئا فطريا طبيعيا، لا ينفك عنه أحد، بل هو ـ أحيانا ـ يظهر في الصغير أكثر من ظهوره في الكبير.

ولذلك يتطلب معالجة حاذقة لا تزيله من أصله، فهو كما ذكرنا فطري لا يمكن انفكاك الطبع عنه، وإنما تحد من آثاره أو توجهه الوجهة السليمة.


[1] إحياء علوم الدين: 3/364.

[2] إحياء علوم الدين: 3/364.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست