responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 125

أما العقلية فكلذة العلم والحكمة، إذ ليس يستلذها السمع والبصر والشم والذوق ولا البطن ولا الفرج،

أما الثانية: فهي لذة يشارك الإنسان فيها بعض الحيوانات كلذة الرئاسة والغلبة والاستيلاء، وذلك موجود في الأسد والنمر وبعض الحيوانات.

وأما الثالثة: فهي ما يشارك فيها سائر الحيوانات كلذة البطن والفرج، وهذه أكثرها وجوداً وهي أخسها، ولذلك اشترك فيها كل ما دبّ ودرج حتى الديدان والحشرات.

ومن جاوز هذه الرتبة تشبثت به لذة الغلبة، وهو أشدّها التصاقاً بالمتغافلين، فإن جاوز ذلك ارتقى إلى الثالثة فصار أغلب اللذات عليه لذة العلم والحكمة، لا سيما لذة معرفة الله تعالى ومعرفة صفاته وأفعاله، وهذه رتبة الصدّيقين[1].

وقد كتب بعض المعاصرين مصنفا النعم التي تصيب الإنسان إلى ثلاث أصناف أساسية هي[2]:

النعم المرتبطة بالخلق: وتشمل النعم التي أنعم الله بها علينا بوصفنا مخلوقات، فهي نعم متفرعة عن نعمة الخلق والإيجاد، وهي تشمل سلسلة لا تنتهي من الترتيبات الكونية جعلت حياتنا على هذا الكوكب ممكنة، وقد عرف الإنسان اليوم ما لم يكن يعرفه أسلافه عن هذه الترتيبات، وعرف من دقتها أن أي خلل يقع في واحد منها يجعل الحياة على الأرض مستحيلة..

ومن الأمثلة على ذلك أنه لو كانت الأرض أقرب إلى الشمس مما هي عليه الآن لكانت كالكواكب القريبة منها كوكباً ملتهباً وساخناً تصل حرارته إلى بضع مئات، ولو كان القمر أقرب إلى الأرض منه الآن لارتفع المد في البحار إلى الدرجة التي تغرق فيها


[1] انظر: إحياء علوم الدين: 4/89.

[2] انظر: د. محمد عز الدين توفيق، فضيلة الشكر..العملة النادرة في هذا العصر، مجلة البيان: 114، ص:68.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست