responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 110

له لا إسلام له البتة)[1]

فالإسلام هو دين الحب السامي الذي يملأ الروح والجسد، ويتخذ من الكون كله محرابا للحب السامي، وروضة من رياض المودة.

بل إن هذ الحب هو حقيقة (شهادة أن لا إله إلا الله)، لأن الإله هو الذي يأله العباد حبا وذلا وخوفا ورجاء وتعظيما وطاعة له.

ولا يمكن أن تستقيم أي عبودية لا تغذى بلواعج الحب، وهل تمكن الإنابة بدون المحبة والرضى والحمد والشكر والخوف والرجاء؟ وهل الصبر في الحقيقة إلا صبر المحبين فإنه إنما يتوكل على المحبوب في حصول محابه ومراضيه؟ وهكذا كل عبادات القلوب لا تستقيم ولا تكمل إلا بالحب.

زيادة على أن من امتلأ قلبه بحب الله لن تعجز في إقناعه بأي أمر من أوامر الله أو حكم من أحكامه، بل يكفي أن تخبره بأن ذلك من محاب الله أو من الأمور التي يبغضها، فيكون في ذلك أكبر داع أو صارف للطاعة، ولهذا شرط الله تعالى الطواعية المطلقة لله أثناء طاعته، وهي لا تتحقق إلا بالمحبة، قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾ (الأحزاب:36)

ولهذا، فإن الكاذب يتخلى عن كذبه إن علم أن الله يحب الصدق، والعامل يبادر إلى عمله بإتقان إن علم أن الله يحب إذا عمل أحد عملا أن يتقنه، وهكذا في كل الأعمال، فـ (الرغبة في الله وإرادة وجهه والشوق إلى لقائه هي رأس مال العبد وملاك أمره وقوام حياته الطيبة وأصل سعادته وفلاحه ونعيمه وقرة عينه ولذلك خلق وبه أمر وبذلك أرسلت الرسل وأنزلت الكتب ولا صلاح للقلب ولا نعيم إلا بأن تكون رغبته


[1] روضة المحبين: 419.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست