responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 107

بل إن العبادات الظاهرة ـ حسبما تدل النصوص ـ لا تكفي ما لم تكن مصحوبة بهذه المعاني الروحية والعبادات القلبية:

فالصلاة جسد بلا روح إن لم يصحبها الخشوع الذي هو عبادة القلب، قال تعالى في وصف المؤمنين الذين تحققوا بالفلاح: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ (المؤمنون:2)، فجعل الخشوع وصفا مفرقا بين صلاة المؤنين وغيرهم.

فلذلك من الخطأ أن نعلم أبناءنا الصلاة ولا نعلمهم الخشوع، لأننا بذلك نحولهم إلى دمى متحركة لا عبادا لله.

ولن نعلمهم الخشوع إلا إذا ربيناهم على هذه العبادات الروحية، لأنها أصل الخشوع، ومادته، ومنبعه الذي منه يستقي، يقول الغزالي في بيان دور العبادات القلبية ودورها في حضور القلب وخشوعه في الصلاة:(أما التعظيم؛ فهي حالة للقلب تتولد من معرفتين، إحداهما: معرفة جلال الله عز وجل وعظمته وهو من أصول الإيمان فإن من لا يعتقد عظمته لا تذعن النفس لتعظيمه. الثانية: معرفة حقارة النفس وخستها وكونها عبداً مسخراً مربوباً حتى يتولد من المعرفتين الاستكانة والانكسار والخشوع لله سبحانه فيعبر عنه بالتعظيم، وما لم تمتزج معرفة حقارة النفس بمعرفة جلال الله لا تنتظم حالة التعظيم والخشوع، فإن المستغني عن غيره الآمن على نفسه يجوز أن يعرف من غيره صفات العظمة، ولا يكون الخشوع والتعظيم حاله لأن القرينة الأخرى وهي معرفة حقارة النفس وحاجتها لم تقترن إليه)[1]

ولهذا وصف الله تعالى عبادات الصالحين بكونها عبادات خاشعين لا عبادات متحركين، قال تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾


[1] إحياء علوم الدين: 1/152.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست