responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 97

لها: اكتوي، فكان خباب يأخذ الحديدة قد أحماها فيكوي بها رأسها، يفعل بها ليعالجها، ما كانت تفعل به لتعذبه[1].

وهكذا كان يذكر مواقف قريش، ويذكر بعنادها وجبروتها، حتى تعزل من أن يكون الأمر لها، ويحرم منه الضعفاء الذين ضحوا بأنفسهم، وقد روي من كلماته في ذلك قوله: (كنت رجلا قينا، وكان لي على العاص بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه، فقال: لا، والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد. فقلت: والله لا أكفر بمحمد حتى تموت، ثم تبعث. قال: فإني إذا مت ثم بعثت جئتني ولي ثم مال وولد، فأعطيتك، فأنزل الله: ﴿أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا﴾ [مريم: 77 - 80])[2]

وعندما ذهب إلى المدينة المنورة مهاجرا، ظل على حاله من المعاناة، وقد كان حينها في صحبة المقداد، فعن موسى بن يعقوب عن عمته أن (المقداد بن عمرو وخباب بن الأرت لما هاجرا إلى المدينة نزلا على كلثوم بن الهدم، فلم يبرحا منزله حتى توفي قبل أن يخرج رسول الله a إلى بدر بيسير. فتحولا فنزلا على سعد بن عبادة فلم يزالا عنده حتى فتحت بنو قريظة)

وقد شهد مثل إخوانه من الأوفياء الثابتين المشاهد كلها مع رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ابتداء من بدر وأحد والخندق وغيرها.. ولم يحصل منه فيها جميعا فرارا، ولا تردد، ولا جبن


[1] سبيل الهدى والرشاد، ج 2، ص 359.

[2] رواه مسلم (2795) (36) ، والترمذي (3162) ، والنسائي في "الكبرى" (11322)

نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست