نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 66
وبعد أن بدأت انتكاسة أحد، وفر الكثير
من المعركة، كان أبو دجانة من الثابتين فيها، وقد جعل جسده ترسا دون رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يتحمل حر النبل في ظهره وهو
منحن على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
حتى كثرت عليه[1].
وقد
أثنى عليه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
وعلى صدقه، وأعطى ابنته فاطمة سيفه، وقال: (هاك السيف؛ فإنها قد شفتني) ولم يكتف
بذلك الجهاد المبارك، بل شارك في حصار بني النضير، وندبه النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم مع علي بن أبي طالب وسهل بن حنيف
في عشرة من أصحابه لملاحقة اليهود الذين أرادوا أخذ المسلمين على حين غرة،
فأدركوهم فقتلوهم[2].وهكذا ساهم في كل الغزوات إلى أن
قتل شهيدا يوم اليمامة، وقد ذكر أنس شهادته، فقال: (رمى أبو دجانة بنفسه يوم
اليمامة إلى داخل الحديقة ـ وكانت تسمى حديقة الموت ـ فانكسرت رجله؛ فقاتل وهو
مكسور الرجل حتى قتل) [3]
2. شهداء
الدعوة:
لم
يكن أولئك فقط من سلكوا طريق الشهادة في عهد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وبعده، وإنما كان هناك آخرون قتلوا في سبيل الله مع أنهم لم
يخرجوا للقتال، وإنما خرجوا للدعوة والإصلاح والتعليم.. لكن النفوس الممتلئة
بالحقد راحت تغدر بهم وتقتلهم.
وليت
أولئك الذين ينكرون تلك الآيات الكريمة التي تأمر بالجهاد، اطلعوا على
[1]
البيهقي في دلائل النبوة (3/ 234) وهي في سيرة ابن هشام (3/ 118)