responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 220

وهكذا تحقق فيك بعض قوله تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ [القصص: 5]، وذلك حين وليت الكوفة، ولفترة قصيرة، لكن أهلها المشاغبين منهم، لم يرتضوا سيرة الزهاد الأتقياء، فراحوا يشكونك إلى الخليفة، قائلين: إنه غير كاف ولا عالم بالسياسة، ولا يدري على ما استعملته.

وكان الأولى بالخليفة ألا يلتفت لهم، لكنه استجاب لطلبهم، ولما رأى الألم في وجهك، سألك: أساءك العزل؟ فقلت: ما سرني حين استعملت، ولقد ساءني حين عزلت، فقال لك: (قد علمت ما أنت بصاحب عمل، ولكني تأولت قوله تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ [القصص: 5]) [1]

ولست أدري إن لم تكن أنت صاحب العمل، فمن صاحبه؟.. وهل صاحبه إلا الصادق المخلص الذي يسير في رعيته بمنهج الأنبياء؟

لكن للأسف استجاب الخليفة للمستبدين، وراح يولي بدلك من سار فيهم بسيرة الفراعنة.. وقد روى المؤرخون أن المغيرة بن شعبة عندما رأى مواقف أهل الكوفة قال للخليفة: (أما الضعيف المسلم فإن إسلامه لنفسه وضعفه عليك، وأما القوي المسدد فإن سداده لنفسه وقوته للمسلمين)[2]، فولاه عليهم، وكان من شأنه ما ذكره التاريخ من أن كان أول من دعا معاوية لتولية ابنه يزيد حتى يحافظ على منصبه.


[1] الكامل في التاريخ (2/ 413)

[2] الكامل في التاريخ (2/ 413)

نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست