responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 94

الرّغائب، فاعملوا والعمل يرفع، والتّوبة تنفع، والدّعاء يسمع، والحال هادئة، والأقلام جارية.. وبادروا بالأعمال عمرا ناكسا، أو مرضا حابسا، أو موتا خالسا، فإنّ الموت هادم لذّاتكم، ومكدّر شهواتكم، ومباعد طيّاتكم، زائر غير محبوب، وقرن غير مغلوب، وواتر غير مطلوب. قد أعلقتكم حبائله، وتكنّفتكم غوائله، وأقصدتكم معابله، وعظمت فيكم سطوته، وتتابعت عليكم عدوته، وقلّت عنكم نبوته، فيوشك أن تغشاكم دواجي ظلله، واحتدام علله، وحنادس غمراته، وغواشي سكراته، وأليم إرهاقه، ودجوّ أطباقه، وجشوبة مذاقه. فكأن قد أتاكم بغتة، فأسكت نجيّكم، وفرّق نديّكم، وعفّى آثاركم، وعطّل دياركم، وبعث ورّاثكم يقتسمون تراثكم، بين حميم خاصّ لم ينفع، وقريب محزون لم يمنع، وآخر شامت لم يجزع) [1]

ومع كل تلك الخطب الكثيرة الممتلئة بالمعاني، لا أزال أتذكر ما حييت ذلك اليوم الذي وقف فيه صاحبك المخلص الصادق همام بن عبادة[2]، وطلب منك أن تحدثه عن صفات المتقين بعد أن رآك تكثر الحديث عنهم.. وقال لك: (يا أمير المؤمنين، صف لي المتّقين حتّى كأنّي أنظر إليهم؟)‌[3]

لقد كان سؤالا مهما جدا في ذلك الواقع.. وفي كل الواقع.. ذلك أن المتقين هم الصفوة الخالصة التي أرادها الله من عباده.. وقد تعرضوا لتشويه كبير.. فالكل صار يدعيها لنفسه ولمذهبه وطائفته.. فلذلك احتاجت إلى تحديد دقيق ليتميز الصافي من المزيف، والحقيقي من الوهمي.


[1] نهج البلاغة: الخطبة رقم(230)

[2] هو همام بن عبادة بن خيثم، وهو من الصادقين المشهورين بحبهم وموالتهم للإمام علي، وقد توفي في عهده بين عام 37 هجرية الى عام 40.

[3] نهج البلاغة: الخطبة رقم(193)

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست