responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 93

التقي الورع

سيدي أمير المؤمنين.. وحبيب الله ورسوله..

ألقابك كثيرة.. وأحبها إلى نفسي ذلك اللقب الذي عرفت به.. والذي آثره الكاتب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي.. حين سمى كتابه عنك [علي إمام المتقين].. فأنت ـ سيدي ـ حقيقة لا زورا إمام المتقين ظاهرا باطنا..

لقد نلت هذه الخصلة العظيمة من صحبتك لرسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، وتلمذتك الطويلة على يديه.. ومن البيئة الطاهرة التي ولدت فيها.. ومن الجبلة الطيبة التي جبلت عليها.. ومن حبك للقرآن الكريم، وفنائك في حقائقه القدسية.. ولذلك صرت معبرا عن معانيه.. بل صرت قرآنا ناطقا تنطق حركاتك وسكناتك بأخلاقه وآدابه وقيمه.

ولذلك كنت تدعو كل حين إلى التقوى.. فلا تخلو خطبة من خطبك من التعريف بها، وبأهميتها، وكيفية التحقق بها، وبمصير أهلها.. فلا تزال في أذني يتردد صدى قولك: (أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه، فإنّها الزّمام والقوام، فتمسّكوا بوثائقها، واعتصموا بحقائقها، تؤل بكم إلى أكنان الدّعة، وأوطان السّعة، ومعاقل الحرز، ومنازل العزّ، في يوم تشخص فيه الأبصار، وتظلم له الأقطار، وتعطّل فيه صروم العشار، وينفخ في الصّور، فتزهق كلّ مهجة، وتبكم كلّ لهجة، وتذلّ الشّمّ الشّوامخ، والصّمّ الرّواسخ، فيصير صلدها سرابا رقرقا، ومعهدها قاعا سملقا، فلا شفيع يشفع، ولا حميم ينفع، ولا معذرة تدفع)[1]

ولا يزال يتردد في أذني صدى قولك: (إنّ تقوى اللّه مفتاح سداد، وذخيرة معاد، وعتق من كلّ ملكة، ونجاة من كلّ هلكة، بها ينجح الطّالب، وينجو الهارب، وتنال


[1] نهج البلاغة: الخطبة رقم(195)

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست