responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 86

أخي عليّا على دينه فاختار دينه، وإني أردت معاوية على دينه، فاختارني على دينه)[1]

وقد ذكرت ـ سيدي ـ بعض ما حصل بينك وبين أخيك عقيل في بعض خطبك، فقلت: (والله لقد رأيت عقيلا وقد أملق حتى استماحني من بركم صاعا، ورأيت صبيانه شعث الشعور، غبر الألوان من فقرهم، كأنما سودت وجوههم بالعظلم، وعاودني مؤكدا، وكرر علي القول مرددا، فأصغيت إليه سمعي، فظن أني أبيعه ديني، وأتبع قياده مفارقا طريقتي، فأحميت له حديدة، ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها، فضج ضجيج ذي دنف من ألمها، وكاد أن يحترق من ميسمها، فقلت له: ثكلتك الثواكل، يا عقيل أ تئن من حديدة أحماها إنسانها للعبه، وتجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه أتئن من الأذى ولا أئن من لظى وأعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة في وعائها، ومعجونة شنئتها، كأنما عجنت بريق حية أو قيئها، فقلت: أصلة، أم زكاة، أم صدقة فذلك محرم علينا أهل البيت فقال، لا ذا ولا ذاك، ولكنها هدية. فقلت: هبلتك الهبول أعن دين الله أتيتني لتخدعني أمختبط أنت أم ذو جنة، أم تهجر والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها، على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته، وإن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها. ما لعلي ولنعيم يفنى، ولذة لا تبقى نعوذ بالله من سبات العقل، وقبح الزلل. وبه نستعين)[2]

الرحمة.. لا الشدة:

لم يكن كل ما سبق ـ سيدي ـ سوى نفحة من نفحات شخصك المليئ بالمكارم والمعاني السامية.. لكنها جميعا لا تساوي ما امتلأ به قلبك من رحمة.. فلذلك كان حكمك حكم رحمة، والرحمة فوق العدل.


[1] المرتضى: الأمالي ١/ ١٩٩، تاريخ مدينة دمشق ٤١/ ٢٢، شرح نهج البلاغة ٤/ ٩٢.

[2] نهج البلاغة: خطبة 216، ص 335.

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست