responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 103

قوة المتقين:

ثم رحت ـ سيدي ـ تصحح تلك المفاهيم الخاطئة التي تصور المتقين بصورة الضعفاء الذين لا أثر لهم في الحياة ولا تأثير.. فقلت: (فمن علامة أحدهم: أنّك ترى له قوّة في دين، وحزما في لين، وإيمانا في يقين، وحرصا في علم، وعلما في حلم، وقصدا في غنى، وخشوعا في عبادة، وتجمّلا في فاقة، وصبرا في شدّة، وطلبا في حلال، ونشاطا في هدى، وتحرّجا عن طمع) [1]

الله.. الله.. ما كل هذه الحكمة.. وهل يطيق أي لسان أن يشرحها، ويعبر عن الحقائق العظيمة التي تختزنها؟

إنها كتاب كامل في السلوك والتوازن والتربية.. فالشخصية المسلمة تجمع القوة بجميع معانيها.. قوة الدين.. وقوة الإيمان.. وقوة العلم.. وقوة الأخلاق.. وقوة التأثير.

إن حديثك هذا هو أحسن شرح وبيان لقوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ﴾ [الأنفال:60]، فالقوة في الآية الكريمة لا تعني قوة الجسد فقط.. بل تعني قوة الروح والعقل والنفس وكل الملكات التي وهبها الله الإنسان.

وحديثك هذا شرح وتفسير وتطبيق لقوله a: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احْرِصْ على ما يَنْفَعُكَ واسْتَعِنْ بِالله ولا تَعْجِزْ، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قَدَّرَ الله وما شاء فَعَلَ، فإنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشيطان)[2]

وقد كنت ـ سيدي ـ رمزا ومثالا لهذه القوة العجيبة التي اجتمع لها كل أنواع القوى.. فقد كنت عالما حكيما حليما زاهدا.. صاحب تؤدة وأناة.. وكنت في نفس الوقت شجاعا بطلا


[1] نهج البلاغة: الخطبة رقم(193)

[2] رواه مسلم (2664).

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست