responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى رسول الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 270

لقد كنت ـ سيدي ـ تقرؤها عليهم في الوقت الذي كنت فيه مع أصحابك في حاجة لأي سند يخفف عنكم ذلك الاضطهاد الجائر الذي كان يمارس عليكم.

في ذلك الحين ساومك المشركون على دينك، وعرضوا عليك أن يعطوك مالا، لتكون أغنى رجل بمكة، وعرضوا عليك أن يزوجوك أجمل نسائهم.. وقالوا لك بعدها: (هذا لك يا محمد وكف عن شتم آلهتنا ولا تذكر آلهتنا بسوء؛ فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة ولك فيها صلاح)، فقلت لهم: ما هي، فقالوا: تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة..

حينها لم تدر ما تقول لهم، لا ترددا، ولا ريبة، ولكن لعجبك من هذا الطرح الذي طرح عليك.. حينها نزلت عليك سورة الكافرون، لتتولى الإجابة عنك.. فهي السورة التي تعلن المفاصلة التامة بين الإيمان وقيمه الرفيعة، والكفر وقيمه الوضيعة.. فلا يمكن لمن أسلم وجهه لله أن يجمع بين تلك القيم المتنافرة، وإلا كان منافقا ومخادعا ودجالا.

في ذلك الحين أيضا، وبعدها، نزلت عليك الآيات الكثيرة تدعوك للمفاصلة التامة مع كل ما يعرضونه عليك من أصناف المساومات.. نزل عليك حينها قوله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40) وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [يونس: 40، 41]

ونزل عليك معها قوله تعالى: ﴿ قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ﴾ [سبأ: 25، 26]

وغيرها من الآيات الكريمة التي تدعوك، وتدعو كل المؤمنين في كل الأجيال إلى الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام للمساومات والإغراءات والاضطهادات.. وعدم

نام کتاب : رسائل إلى رسول الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست