responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 44

الإرادة النافذة

إلهي.. يا صاحب الإرادة النافذة، والمشيئة القاهرة، والقضاء المحكم.

لا شريك لك، ولا نظير.. ولا حاكم معك، ولا مدير.. ولا راد لأمرك، ولا معقب لحكمك، ولا تُسأل عن فعلك، وهم يسألون.

وكيف تسأل عن فعلك، أو يعقب أحد على حكمك، وأنت البديع الذي أبدع كل شيء، والحكيم الذي أحكم كل شيء، والعليم الذي وسع كل شيء علما؟

يا رب، فأسألك أن أتحرك في مجال إرادتك التي ترضيك، وأعوذ بك أن أتحرك في مجال إرادتك التي تسخطك.. وأسألك أن أكون من الذين أردتهم، ورضيت عنهم وأكرمتهم، وأحببتهم، فكانوا في كل محل تتنزل فيه مرضاتك، واجتنبوا كل محل يكون فيه سخطك.

وأعوذ بك يا رب أن أكون من أولئك المشركين الذين تعللوا بإرادتك على اقتحام معاصيك، وقالوا: { لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ } [النحل: 35]، وقالوا: { لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 148]، وقد رددت عليهم بقولك: {هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ} [الأنعام: 148]

صدقت يا رب.. فما ذاك إلا كذب منهم وتخريص.. وإلا فلم يسعون في أرزاقهم مع أنهم يعلمونك أنك الرزاق؟.. ولم يسعون في علاج أنفسهم مع أنهم يعلمون أنك الطبيب؟.. ولم يسعون في حفظ أنفسهم من المهالك مع أنهم يعلمون أنك الحفيظ؟.. لم لم يوكلوا كل ذلك إليك كما أوكلوا أمر الهداية والضلال؟

نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست